الصفحة | الموضوع |
9 | المقدمة |
الْبَابُ الأوَّل | |
العِلاقَات الدُّوْلِيَّة السِيَاسِيَّة والدبلوماسية الإسْلامِيَّة | |
15 | الْفَصْل الأوَّل: العِلاقَات السِيَاسِيَّة الدُّوَلِيَّة فِي صَدْر الإسْلامِ الأوَّل |
17 | المَبحُثُ الأوَّل: القَوَاعِد الَّتِي تحْكُم علاقة المُسْلِمِينَ بغيرهم |
25 | المَبحُثُ الثَّانِي: الْعَلاقَات السِيَاسِيَّة الْخَارِجِيَّة فِي عَهْد النَّبِيّ مُحَمَّد e |
57 | المَبحُثُ الثَّالِث: العِلاقَات السِيَاسِيَّة الْخَارِجِيَّة فِي عَهْد الْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ |
90 | الْفَصْل الثَّانِيَ: العِلاقَات الدُّوْلِيَّة فِي الْعُهُود الإسْلامِيَّة الأخْرَى |
92 | المَبحُثُ الأوَّل: العِلاقَات السِيَاسِيَّة فِي عَهْدِ الْخِلافَةِ الأمَوِيَّةِ |
103 | المَبحُثُ الثَّانِي: الْعَلاقَات السِيَاسِيَّة فِي عَهْد الْخِلافَةِ الأمَوِيِّة فِي الأنْدَلُس |
108 | المَبحُثُ الثَّالِث: العِلاقَات السِيَاسِيَّة فِي الْعَهْد الْعَبَّاسِيّ |
128 | المَبحُثُ الرَّابِع: العِلاقَات السِيَاسِيَّة فِي الْعَهْد الْعُثْمَانِيّ |
133 | الْفَصْل الثَّالِثُ: العِلاقَات الدِبلُوماسِيَّة الإسْلامِيَّة |
135 | المَبحُثُ الأوَّل: مُصْطَلَحَات الدِبْلُومْاسِيَّة الإسْلامِيَّة |
159 | المَبحُثُ الثَّانِي: مَصَادِر الدِبْلُومْاسِيَّة الإسْلامِيَّة |
165 | المَبحُثُ الثَّالِث: صِفَات الرَّسُول المُسْلم |
198 | المَبحُثُ الرَّابِع: حصانات الرَّسُول وَامْتِيَازَاته فِي الإسْلام |
212 | المَبحُثُ الخَامِس: امْتِيَازَات الرَّسُول الْمَالِيَّة |
215 | المَبحُثُ السَّادِسُ: آثَار اسْتِخْدَام الدِبْلُومَاسِيَّة فِي الإسْلام |
الْبَابُ الثَّانِيَ | |
مَظَاهِر العِلاقَات الدُّوْلِيَّة الإسْلامِيَّة | |
221 | الْفَصْل الأوَّل: الوَسَائِل السِّلْمِيَّة لِتَسْوِيَة المنِّازَعْات الدُّوْلِيَّة فِي الإسْلام |
223 | الْمَبْحَث الأوَّل: طَبِيعَة المنِّازَعْات الدُّوْلِيَّة فِي عَهْد الرِسَالَة الإسْلامِيَّة |
228 | الْمَبْحَث الثَّانِيَ: المفاوضات فِي الإسْلام |
247 | الْمَبْحَث الثَّالِثُ: المساعي الْحَمِيدَة والوساطة فِي الإسْلام |
258 | الْمَبْحَث الرَّابعُ: الوَسَائِل القَضَائيَّة لِتَسْوِيَة المنِّازَعْات الدُّوْلِيَّة فِي الإسْلام |
275 | الْفَصْل الثَّانِيَ: الْمَرْكَز الْقَانُونِيّ للأجَانِبِ فِي الإسْلام |
277 | الْمَبْحَث الأوَّل: مُعَامَلَة الأجَانِب فِي الدَّوْلَة الإسْلامِيَّة |
293 | الْمَبْحَث الثَّانِيَ: أَهْل الذِّمَّة |
296 | الْمَبْحَث الثَّالِثُ: أَهْل الأمَان (المُسْتأمن) |
313 | الْمَبْحَث الرَّابعُ: لُّجُوءِ الأجْنَبِيّ إِلَى دَوْلَة المُسْلِمِينَ |
321 | المراجع والمصادر |
موسوعة القانون الدولي الإسلامي جزء 5 العلاقات الدولية الإسلامية
عدد الصفحات : 336 صفحة
لا يُمْكِنُ لأيَةِ دَوْلَةٍ أَنْ تَعِيشَ بِمَعْزِلٍ عَنِ الدُّوَلِ الأخْرَى مَهْمَا كَانَتْ تِلْكَ الدَّوْلَة تَمْلِكُ مِنَ المَوَارِدِ الطَّبِيعِيَّةِ وَالقُدْرَاتِ الاقْتِصادِيَّةِ وَالْمَالِيَّةِ أَنْ تَعِيشَ وَتَتَطَوَّر دُونَ أَنْ تَتَعَامَل مَعَ دُوَل أُخْرَى. فَالعِلاقَاتُ الدُّوَلِيَّة ضَرُورَةُ حَتمِيَّة لأيَةِ دَوْلَة. فَالدُّوَلُ الَّتِي كَانَتْ قَدْ بنت جِدَاراً حَدِيدِياً وَرَفَضَتْ التَّعَامُل مَعَ دُوَلٍ أُخْرَى، فَإِنَّهَا كَانَتْ مَجْمُوعَةً مِنَ الدُّوَلِ، وَلَيْسَتْ دَوْلَةً وَاحِدَةً، وَمَعَ ذَلِك فَقَدْ انْهَار هَذَا الْجِدَارِ وَأَقَامَت عِلاقَات دَوْلِيَّة حَتَّى مَعَ أَعْدَائِهَا، تَحْتَ شِعَار التَعَايش السِّلمِيّ. وَعِنْدَمَا ظَهَر الإسْلامُ كدَوْلَة فِي المدينَةِ الْمُنَوَّرَة لأوَّلِ مَرَّة، لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ دَوْلَة أُخْرَى فِي الجَزِيرَة العَرَبِيَّة قَرِيبَة مِنْ دَوْلَةِ المدينَةِ. وَكُلّ مَا كَانَ مَوْجُوداً حَوْل المدينَةِ مَجْمُوعَة مِنَ القَبَائِلِ العَرَبِيَّة. وَكَانَ الْقِسْمُ الشَّرْقِيُّ مِنَ الوَطَنِ العَرَبِيِّ يَخضعُ للاحْتِلالِ الْفَارِسِيّ، أَمَا الشَام وَشَمَالِ أَفْرِيقْيَا فَقَدْ كَانَت خَاضِعةً للاحْتِلالِ الرُّومَانِيِّ أَوِ اليُونَانِيِّ. ويُنَظم القَانُونُ الدُّوَلِيُّ الْعَامُّ العِلاقَاتُ الدُّوَلِيَّةَ بَيْنَ الدَّوْلِ فِي وقتي السِّلْمِ وَالْحَرْبِ. فَعِنْدَمَا تَكُون العِلاقَات سِّلْمِيَّة بَيْنَ الدُّوَل، تطبق القَوَاعِدَ السِّلْمِيَّة، وَعِنْدَمَا تَكُون العِلاقَات حَرْبِيَّة، يطبقُ قَانُونُ الحَرْبِ بَيْنَهَا. وَلَمَا كَانَ الإسْلامُ دين رِسَالَة موجهة لِلنَّاسِ كَافَّة، فَإنهُ مِنَ المنطقي، أَلا تَكُون هَذِهِ الرِّسَالَة مَحصُورة بَيْنَ الأوْس وَالْخَزْرَج، إِنَّمَا لابُدَّ مِنَ الانفتاحِ عَلَى الْقَبَائِلِ وَالدُّوَلِ الْمُجَاوِرَة والبعيدة. فَعمد النَّبِيّ عَلَى خَلْق مِنْطَقَة أَمَان حَوْل المدينَةِ، وَعَقْدُ الْعَدِيد مِنَ المُعَاهَدَات مَعَهَا، ثُمَّ بدَأ بالعمل الدِبْلُومَاسِيّ المنظم مَعَ الدَّوْل المتنفذة فِي ذَلِك الْوَقْت وَهِيَ الإمْبِرَاطُورِيَّة الرُّومَانِيَّة وَالإمْبِرَاطُورِيَّة اليونانية وَالإمْبِرَاطُورِيَّة الْفَارِسِيَّة وَالدُّوَل وَالإمَارَات وَالْمَمَالِك العَرَبِيَّة فِي الجَزِيرَة العَرَبِيَّة وَالْقَبَائِل العَرَبِيَّة الأخْرَى. لِهَذَا فَقَدْ قرر النَّبِيّ مُحَمَّد مُرَاسَلَةَ هَذِهِ الدَّوْل بالانضمَام إِلَى الإسْلام. فَأرْسَل الرُّسُل إِلَى جَمِيع هَذِهِ الدُّوَل يَحملون الرَسَائِل للتبليغ عَنِ الدِّين وَالإعْلان عَنْ إِنْشَاءِ الدَّوْلَةِ الإسْلامِيَّة الْجَدِيدَةِ ودعوتها إِلَى دُّخُولِ الإسْلام. وَلَمْ يرث الإسْلام دَوْلَة يَتبع عِلاقَاتها الدُّوَلِيَّة، وَإِنَّمَا أسس دَوْلَة المدينَةِ لتكون نواة الدَّوْلَة الإسْلامِيَّة الشَامِلَة. وَبَعْدَ أَنْ تَوَطدَ الْحُكْم فِيهَا وَتَحْقِيق الأمْن وَالسَّلام فِيهَا، بَدَأَت المَرْحَلَة الثَّانِيَة فِيهَا وَهِيَ تَنَظِيم العِلاقَات الدُّوَلِيَّة لتحْقِيقِ أهَدَافهَا مِنْ خِلالِ ذَلِك. فَكَانَ مَوْقِع الدَّوْلَة الإسْلامِيَّة بَيْنَ أَكْبَر إِمْبِرَاطُورِيَّتين كَبِيرَتَيْنِ، أَوْجَبَتْ التَّوَجُّه صَوْبَهمَا. وَقَدْ أُقِيمَت العِلاقَات الدُّوَلِيَّة بَيْنَ هَذِهِ الكيانات وَالدَّوْلَة الإسْلامِيَّة فِي الْمَجَالات الاقْتِصادِيَّة وَالاجْتِمَاعِيَّة الْعَسْكَرِيَّة وَعَقَدَتْ الْعَدِيد مِنَ المُعَاهَدَات وَأَعْطَتْ الْعَدِيد مِنَ التَعْهَدَات. ثُمَّ بَدَأَت حُرُوبُ التَّحْرِير لتَّحْرِيرِ الأرَاضِي العَرَبِيَّة مِنَ الاحْتِلالينِ الرُّومَانِيّ وَالْفَارِسِيّ، أَصْبَحَ الْوَطَن العَرَبِيّ كُلُّهُ خَاضِعاً لِدَوْلَة المُسْلِمِينَ. وأصبح الْوَطَن العَرَبِّي مُحَرَّراً بِشَكْلٍ كَامِلٍ فِي الصَدرِ الإسْلامِيَ الأوَّل. وَتَطَوُّرت العِلاقَات الدُّوَلِيَّة فِي عَهْد الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، عَلَى الرَغمِ مِنْ أَنَّ الفتن الدَاخِلِيَّة كَادَت تَعْصِفُ بِالدَّوْلَةِ الإسْلامِيَّة. ثُمَّ امْتَدَّت الدَّوْلَة الإسْلامِيَّة فِي عَهْد الدَّوْلَة الأمَوِيِّة لتُجَاوِر الْعَدِيد مِنَ الدُّوَل وَتُصْبِحُ مُترامِيَة الأطْرَاف مِنْ أُورُوبَّا إِلَى الصِّين. فتَطَوَّرت العِلاقَات الدُّوْلِيَّة تَطَوُّراً كَبِيراً. وَأَسْهَمَت الدَّوْلَة الْعَبَّاسِيَّة إسْهَاماً كَبِيراً فِي تَطَوُّرِ العِلاقَاتِ الدُّوْلِيَّة بَيْنَ الدَّوْل الإسْلامِيَّة الَّتِي ظَهَرَت فِي عَهْدها، وَكَذَلِكَ بَيْنَ الدُّوَل غَيْر الإسْلامِيَّة الَّتِي ظَهَرَت عَلَى مسرح الأحْدَاث الدُّوَلِيَّة. وَقَدْ اتسمت تِلْكَ العِلاقَات بِالعِلاقَاتِ السِّلْمِيَّة تَارَة، وبالحروب تَارَة أُخْرَى. وَظهر الْعَدِيد مِنَ الفُقَهَاء المُسْلِمِينَ فِي تِلْكَ الْفَتْرَة يَنْظُمُون قَوَاعِد السِّلْم وَالْحَرْب فِي مُجَلدَاتِ أُطْلِق عَلَيْهَا بالسيْرِ وَالْمَغَازِي، وَالَّتِي أَصْبَحَتْ مَرْجِعاً مُهِماً لِلْمُسْلِمِينَ فِي زمن السِّلْم وَالْحَرْب. وَتَبادَلت الدَّوْلَة الْعَبَّاسِيَّة الْوُفُودُ مَعَ الدُّوَل الْمُعَاصِرَة لتَسْوِيَةِ المنازَعَاتِ بَيْنَهَا. وَبَعْدَ قِيَام الدَّوْلَة الْعُثْمَانِيَّة تَطَوَّرت العِلاقَات الدُّوَلِيَّة تَطَوُّراً كَبِيراً، بِسَبَبِ مُعَاصِرَتها للْعَدِيد مِنَ الدُّوَل الْقَوِيَّة مِمَا اتسم تَارِيخها بِالعِلاقَاتِ الدُّوَلِيَّة السِّلْمِيَّة والْحَرْوب الْعَدِيدَة الَّتِي خاضَتها. وَعَقدت الدَّوْلَة الْعُثْمَانِيَّة الْعَدِيد مِنَ المُعَاهَدَات مَعَ الدُّوَل الَّتِي عَاصرتها، ودخلت الْعَدِيد مِنَ الأحْلاف الْعَسْكَرِيَّة معها، وشَاركت فِي الْعَدِيد من الْمُنَظَّمَات الدُّوَلِيَّة ودخلت الْعَدِيد مِنَ الحَرْوب الدُّوَلِيَّة. وتَبيَّنَ مِمَّا سَبَقْ أنَّ القَانُونَ الدُّوَلِيَّ يُنَظِمُ العِلاقَاتِ الدُّوَلِيَّةِ فِي وقتِ السِّلْمِ وَالْحَرْبِ،
Reviews
There are no reviews yet.