التدريب والصحافة الإلكترونية

كان ظهور المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت بمثابة نوع من الغزو اليكنو – صحفي وهذه الظاهرة ؛ إن صح التعبير ، لها سلبياتها وإيجابياتها ولكن قبل الخوض في إيجابياتها وسلبياتها لا بد أن يُسأل فيما إذا كان من الصحيح إطلاق تسمية الصحافة على ما هو الكتروني من محلات وجرائد وكل ما يمكن قراءته على شبكة الانترنت في عالم نقل الخبر والحدث ؟ !!! ومما لا شك فيه أن تسمية الموقع الالكتروني تسمية شاملة ، فالمواقع تشمل كافة أنواع المواقع على شبكة الانترنت من مواقع معلوماتية أو شخصية لأدباء وفنانين ، ومواقع تجارية و و و .. ولكن المقصود الحديث عنه هنا ، هو المواقع الالكترونية التي تختص بنقل الخبر والحدث ، وتتناول الأحداث اليومية، بأقلام الصحفيين وتحليلاتهم من خلال تحليل ووجهات نظر الكتّاب مثلما يحدث تماماً على صفحات الجرائد ، والكثير من هذه المواقع هي ثقافية وأدبية وسياسية وفنية وإجتماعية وما إلى ذلك . وهناك مواقع بأبواب ثابتة وتصميم جذاب وأنيق تتضمن أبواباً ومحاور ؛ منها ما يخص السياسة والإقتصاد والصحة والثقافة ، وهذه المواقع تؤدي وظيفة صحفية كاملة فهي موجهة توجيهاً صحفياً سليماً ، مما يمكن القول أنها تحمل محل الجريدة في حال عدم توفرها بين ايدينا ، وقد تغنينا عن الجريدة والمجلة الخبرية ، فهي مؤسسة صحفية لها وظيفة توجيهية ، ويعمل بها عدد من الصحفيين المختصين حسب الأبواب الموجودة في الموقع ، مما يضفي عليها صفة موقع يؤدي مهمة صحافية كالتي تؤديها الجريدة المطبوعة . ومن هنا فقد نشأ الموقع الالكتروني على الإنترنت وليس له اصل ورقي كما حدث مع الصحافة الالكترونية ، وإنما بيئة الإنسانية هي تلك البيئة الإفتراضية اللامتناهية المسماة أيضاً بفضاء الانترنت بالنسبة للصحيفة الالكترونية في أغلبية مجموعة من الفنيين الذين ينصب حل اهتماماتهم ، إن لم يكن كله على رفع مستويات محتويات الصحيفة ونشرها على الموقع الالكتروني . وحول ذلك النمط الصحفي الالكتروني يأتي هذا الكتاب الذي هو استكمال للسلطة الثلاثية من التدريب الإعلامي والصحفي ، إيماناً من الباحث بأن التدريب الإعلامي والصحفي يشكّل حلقة مهمة من حلقات التدريب والتعليم الإعلامي المستمر . في هذا الكتاب يتناول الباحث التدريب الصحفي الالكتروني . وجاءت أهمية هذا الكتاب مع بروز ما يسمى بالصحافة الالكترونية ، والمواقع الأخبارية الالكترونية ، التي تسعى جاهدة للإحلال مكان الصحافة الالكترونية التي علا شأنها واحتلت مكاناً مرموقاً في عالم الصحافة المرئية والمعاصرة . وقد جاء الكتاب في فصول تسعة جاءت مواضيعها على النحو التالي : تناول الأول منها مفهوم الصحافة الالكترونية ، بينما تناول الثاني موضوع نشأة الصحافة الالكترونية وتطورها ، ودار الحديث في الفصل الثالث حول التدريب الصحفي الالكتروني مهاراته وتطوراته ، بينما سلّط الفصل الرابع الضوء على قضية التدريب الصحفي والصحافة الالكترونية ، فيما جاء الفصل الخامس ليناقش أنواع الأفكار الصحفية وكيفية الإعداد للمفكرة . أما الفصل السادس فناقش مسألة تصميم الصحافة الالكترونية وتطورها ، وجاء الفصل السابع فتناول موضوع النشر الالكتروني ، والكتابة الصحافية الالكترونية من حيث القواعد والمهارات . أما الفصل الثامن فقد دار الحديث فيه حول دور تكنولوجيا المعلومات في عملية الإنتاج والتحرير الصحفي ، متمثلاً في استخدام الحاسوب الالكتروني وأساليب إدخال البيانات لعملية التحرير الالكتروني . وفي الفصل التاسع والأخير دار النقاش حول المنبر في الصحيفة الالكترونية ، مع الإشارة إلى أنواع المنبر الصحفي وقواعد المنبر الالكتروني وأشكاله الفنية .