التلفزيون وقلق الأهل والمربين على أطفالهم

وقد أصبح التلفزيون ينتشر بسرعة متزايدة، وبذلك اكتسب صفة عالمية وصار يصل إلى الملايين المتزايدة ويدخل صميم حياتهم ويؤثر فيها، ومما يشهد للتلفزيون بقدرته على نقل الصورة وإسقاطها، وعلى استثارة تفكير جديد على مستوى عالمي، إنه مكن العالم من رؤية الأرض كمركب فضائي؛ وذلك بما أذيع أثناء النزول على سطح القمر وشهده بليون من الناس. وتوجد أمثلة كثيرة تشهد بمقدرة التلفزيون على تطوير التعليم، وإن كل جهاز تلفزيوني سواء خصص ليكون تعليمياً أم لا، فإنه يحدث تعلماً ولكن المشكلة في نفس هذا التعلم، فأغلب برامج التلفزيون وبخاصة ما يعرض في كثير من البلاد، فإنه جزء من التدفق العالمي للصادرات والواردات وتنطوي على قدرٍ كبير من التضليل والتجهيل.فالأهل والمربون والمعلمون يتحدثون عن التلفزيون بطريقة غامضة ومتناقضة فهم يحملونه مسؤولية التخلف الدراسي، والتعب والإرهاق والخمول وحتى العنف، وعلى العكس من ذلك فهم يعتقدون أن التلفزيون الجيد يجب أن يملك القدرة على تعليم القراءة والكتابة، والغناء، والرقص، وحتى الرياضة، وبما أن هذه الشاشة السحرية يمكن أن تخفف من العجز التربوي، فمن الطبيعي أن يثوروا ضد المخرجين الذين لم يستغلوا- باعتقادهم – هذه الوسيلة التربوية المتميزة كما يجب وهم في الوقت نفسه يتركون أطفالهم أمام شاشة التلفزيون كي يقضوا الوقت الضائع هادئين في البيت، لكن هذا الخمول الذي يسببه التلفزيون يولد عند الأهل الشعور بالذنب مما يقدمه للأطفال فيبدؤون بمخاطبة الطفل قائلين: ألا ترى أنه من الحماقة ان تضيع وقتك أمام التلفزيون، من الأفضل أن تلعب خارجاً أو أن تقرأ وتكتب أو أن تنشغل بأشياء تفدكوالواقع أن للتلفزيون آثاراً متفاوتة بالنسبة إلى الأطفال الذين يختلفون في السن ومستوى الذكاء والشخصية وغير ذلك، بالإضافة إلى أن الأطفال لا يتباينون فقط فيما يختارونه من برامج التلفزيون؛ ولكنهم يتباينون أيضاً في الإحساس ورد الفعل إزاء نفس البرامج تبعاً لاحتياجاتهم الفطرية.تناول الكتاب المواضيع التالية:الفصل الأول: وسائل الإعلام والاتصال (تعريفها، أنواعها، خصائصها)الفصل الثاني: التلفزيون (نشأته، خصائصه، وظائفه) الفصل الثالث: أثر التلفزيون على الطفل الفصل الرابع: التلفزيون والعنف الفصل الخامس: التلفزيون والأسرة الفصل السادس: التلفزيون والمدرسة الفصل السابع: التلفاز وبرامج الأطفال الفصل الثامن: خصائص البرامج المخصصة للأطفال وشروط انتقائها الفصل التاسع: بناء المُشاهد الإيجابي