المقابلة الصحافية فن- تواصل- إعلام

يوضح كتاب أهمية المقابلة الصحافية لمؤلفه نسيم خوري ويتحدث المؤلف عن «الهالة» في المقابلة وما لها من دور هام في التعارف وتكوين الانطباع العام بين الضيف والمضيف.

وتتمثل بشكل عام في الصوت والهندام واحترام وقت المقابلة وموعد ومدة المقابلة وتعبيرات الوجه والعين والأطراف وهو ما يشكل جزء من شخصية الصحافي، وكذلك امتلاك أدوات لغة المقابلة بشكل سليم سواء كانت اللغة الأم أو أي لغات أخرى.باعتبارها علما وفنا، خبرة وتواصل، اتصالا ومهارة، إدارة ودهاء. وهي، كما يراها المؤلف، معركة شريفة يجب أن يخرج منها الجميع منتصراً، على الأقل من وجهة نظر كلٍ منهم.يمهد الكتاب لفن المقابلة الصحافية بضرورة التمييز بين التواصل والاتصال والإعلام. يشير التواصل إلى حدوث مشاركة في فعل بين طرفين، سواء كان هذا التواصل بالحواس أو باللغة. ويتشكل التواصل من فعاليات متعددة مثل:المحادثة، واستقاء التوجيهات، والتسلية والحوارات. ويعتبر المجتمع نسقاً لأشكال التواصل المتعددة التي ينخرط فيها ويتأثر بها مهما تقدمت علوم الاتصال.

ويعد الاتصال مشاركة في ميدان أو فكرة عامة تخص مجموعة من الناس. ويعتبر كذلك ثقافة ومظهر من مظاهر الحضارة الكثيرة التي تختلف باختلاف الشعوب في بيئاتها وعاداتها ومستوياتها التعليمية والحضارية.وتعد الأنباء هي التسمية الكلاسيكية للإعلام الراهن فيصبح النبأ هو الخبر الذي نتلقاه، سواء كان عفوياً أو آلياً وكأنه للعلم به لا للمعرفة المعمقة عنه.

ويفترض الإعلام لقوته إخضاع شتى الطرائق والوسائل والأساليب الاتصالية الشفوية وغير الشفوية. كما يتخذ الإعلام صفة تربوية تعني عملية اكتساب وتقديم المعرفة عن واقعة معينة أو تبادل المعلومات والمعارف حول مضمون حياتي معين.

وسواء ركز الإعلام على الشكل أو المضمون أو الهدف أو المتلقي، فهو ما يفترض أن يمنح الاتصال ثماره في اكتماله أو محاولة اكتماله. وفي هذا المقام تكمن الصعوبة في الاتصال، لأن الاتصال هو القيمة النسبية للمعلومات التي لا تخضع للعلم والموضوعية، فقط،، بل إلى عالم مليء بالإسقاطات أثناء فعل النقل/ التلقي على حدٍ سواء، وهو ما يدخلنا عالماً مختلفاً من التوقعات والافتراضات.

يرى نسيم الخوري ان المقابلة هي أساس الصحافة، فهي في مفهومها القريب تشكل مادة أساسية من مواد الإعلام المكتوب. والاستطراد في الملاحظة يقود إلى أن كل مواد الكلمة الصحافية المطبوعة أساسها مقابلة، أو علاقة بين شخصين أو أكثر.

فالخبر الصحافي والريبورتاج المصور والتعليق والمقال والتحقيق، وكل الأبواب الصحافية التي نشهدها هي في الأساس تغطية لحدث ما وهذا لا يتم إلا بانتقال شخص من مكان إلى آخر سواء كان هذا الانتقال جسدياً أو سلكياً أو لاسلكياً، لغرض المشاهدة والاستيضاح والنقل بعد تجسيد الحدث برموز لغوية مختصرة تصل العالم كله في غضون دقائق معدودة وبمختلف اللغات.

ويستعرض الكاتب بعض الضوابط الواجب توافرها في المقابلة مثل: ضرورة التأكد على تفرد المقابلة بالكشف عن معلومة جديدة لم تتوفر في وسيلة إعلامية أخرى. كما يمكن للمقابلة الصحافية أن تكون غاية للحصول على وثائق أو صور خاصة تفوق أهميتها محتوى المقابلة ذاته. وتكون المقابلة بهدف فرز حقيقة معينة اختلفت حولها الآراء. كما أنها وسيلة لاستطلاع جزء مجهول من شخصية عامة، يمثل الإفصاح عنه رؤية متكاملة لتلك الشخصية، خاصة الزعامات السياسية.

وعن الإعداد للمقابلة يؤكد الكاتب على أنه يقوم على حسن اختيار الشخص محل المقابلة، والإلمام بالشخصية لغرض معرفتها قبل اللقاء الصحافي. واختيار الوقت المناسب لإجراء المقابلة. ووضع تسلسل منطقي ومنهجي متدرج لأسئلة المقابلة، وصياغتها بشكل سلس في الحوار، لا يشعر المتلقي أنها دخيلة على سياق الحوار، بل على العكس من ذلك يجب أن تكون جزءاً من نسيج الحوار نفسه.

وفي تفاعل «الأنا» مع «الآخر» يرى الخوري إن هناك عدة أنماط في جدلية التفاعل بين شخصين، منها الذي لا يدع الصحافي يتكلم، ويبدأ هو في الحديث. ومنها الاستطرادي الذي يتيح للصحافي الحديث قبل طرح الأسئلة. وآخر يسير في المقابلة حتى النهاية، ولكنه يتهرب في أجوبة فرعية تبعد باستمرار عن هدف اللقاء. ونمط يجيب عن الأسئلة بثقة وتحديد وهو النوع السهل من المقابلات الصحافية.

وعن الأسئلة داخل المقابلة يضع الكاتب حولها عدة ملاحظات منها: البعد عن الأسئلة الشخصية التي تثير الإحراج، وتلك التي تدخل الضيف في مشاكل مع أطراف أخرى، والاهتمام بالأسئلة التي يكون في الإجابة عليها إضافة للمتلقي، والتغاضي عن الأسئلة التي يكون الضيف أجاب عنها في سياق إجابته عن سؤال آخر، ومراعاة الترتيب السلس للأسئلة حتى لا تبدو المقابلة كحلبة صراع بين خصمين.

وفي نهاية المقابلة يجب أن يأخذ الصحافي بكثير من الجدية والاحترام كلام الضيف، وأن يؤمن الوسيلة المكتوبة بالوسيلة المرئية لمقابلته، قبل وأثناء وبعد المقابلة، وتسجيل ملاحظات حول المقابلة، لأن الذاكرة مجال خصب للنسيان وللحذف والإضافات غير الصحيحة والإسقاطات الخاطئة.

1,000.00 د.ج

التصنيف: الوسم:

Reviews

There are no reviews yet.

Be the first to review “المقابلة الصحافية فن- تواصل- إعلام”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *