تخطيط التنمية السياحية

عدد الصفحات : 208 صفحة

اصبحت السياحة نشاطاً مهماً وضرورياً في كثير من الدول والمجتمعات المتقدمة، لكنها ما زالت تواجه كثير من المعوقات في دول العالم النامي، رغم انها قد تكون احدى اهم النشاطات الاقتصادية في هذه الدول من ناحية والطريق الوحيد الذي يمكن ان يعيد لها توازنها الاقليمي من خلال تخفيف الفروق الاقتصادية والاجتماعية المكانية فيها لاقصى حد ممكن من ناحية أخرى. والسياحة نشاط انتشاري متعدد ومتداخل الابعاد، ونموها كنشاط لا يمكن ان يعتمد فقط على عامل الطلب، بل لا بد من بعض التخطيط الذي اصبح ضرورة لا غنى عنها من اجل تحقيق حد ادنى من التنسيق بين نشاطات التنمية السياحية المختلفة وتنظيم وضبط التنافس بينها على الموارد المحدودة، وكذلك لمضاعفة الاثار الموجبة للسياحة وتقليل الاثار السالبة. دفعت اهمية السياحة المتزايدة كظاهرة حضارية واقتصادية معاصرة وكنشاط انساني الى تخطيط هذا النشاط باستخدام اساليب ومناهج تخطيط متنوعة ووفق مستويات مكانية مختلفة وذلك من اجل تحقيق اقصى حد ممكن من الفوائد. السياحة في هذه الدراسة هي سياحة الفضاء الرحب، سياحة التمازج والاحتكاك الثقافي الذي يولد الالفة ويصنع المعرفة ويقارب بين الشعوب، ويدفع في التعامل باسلوب حضاري مع الآخر، اما التخطيط فهو الوسيلة التي تعمل على تطوير هذه السياحة لكي تنتشر في كل الأنحاء، وتجول في كل الصدور والعقول مخلفة نشاطاً جديداً ومعرفة جديدة ورؤيا جديدة للكون والناس والاشياء. يسعى تخطيط التنمية السياحية ايضا الى ربط النشاطات السياحية المختلفة بالقطاعات الاقتصادية والاجتماعية الاخرى، وتحديد أدوار ومهمات القطاعين العام والخاص في مجال التنمية السياحية وذلك لمنع المنافسة غير المبررة بينهما من ناحية، والحيلولة دون تنفيذ بعض النشاطات السياحية اكثر من مرة من ناحية اخرى. لقد حاولت هذه الدراسة ان تضع بين يدي القارئ الكريم صورة ميسرة وشاملة لاساليب وطرائق تخطيط التنمية السياحية وذلك من خلال ما اشتملت عليه فصول الدراسة والتي جاءت موزعة كالتالي: الفصل الأول: تناول بالدراسة السياحية كنشاط من حيث مفهومها واهميتها وانواعها وصناعة السياحة، الى جانب التعريف ببعض المفاهيم السياحية. الفصل الثاني: استعرض التنمية السياحية من حيث مكوناتها واهدافها ومبادئها واشكالها وعناصرها. الفصل الثالث: وعالج الجوانب المكانية لعملية تخطيط التنمية السياحية مثل: بوابات العبور والمناطق المرحلية والاقاليم السياحية. الفصل الرابع: قدم صورة نظرية عن تخطيط التنمية السياحية من حيث: اهميته ومستوياته المكانية وأساليبه. الفصل الخامس: عرض بتفصيل عملية تخطيط التنمية السياحية في مراحلها المختلفة مع بيان محتوى كل مرحلة من الاجراءات المختلفة. الفصل السادس: وعرض لخطة تنمية قطاع السياحة من حيث محتواها وقدم نموذجا لخطة تنمية سياحة شاملة. الفصل السابع: وتناول هذا الفصل بنوع من التفصيل الآثار البيئية الاجتماعية والاقتصادية السالبة والموجبة للنشاطات السياحية مع بيان آليات الحد من النشاطات السالبة. الفصل الثامن: استعرض التجربة الاردنية في مجال تخطيط التنمية السياحية الى جانب عرض خطة التنمية السياحية للفترة 1998 – 2003. نسأل الله تعالى ان يجعله خالصاً لوجهه الكريم انه هو المولى ونعم المصير.