عدد الصفحات : 320 صفحة

في هذا الكتاب سعيٌ واضحٌ إلى الإسهام في الجهود المبذولة اليوم لإكتشاف آفاق النص النثري العربي القديم، وتقدير ثرائه وقوّته خارج سلطة معيار الصّنعة الأسلوبية التي حُشِر فيها لعقود طوال؛ وذلك بالإستفادة من التطورات التي حدثت في نظريات النص المعاصرة والنظرية البلاغية تحديداً.

وبناءً عليه، يقترح الكتاب تحليلاً بلاغياً حجاجياً لرسائل  الجاحظ تنصهر فيه جُماعٌ من المبادئ التي تؤول إلى النظرية البلاغية في أصولها الأرسطية وإمتداداتها في ما سعي بالبلاغة الجديدة، كما تؤول إلى نظريات النص المختلفة، على هذا النحو يتبنّى الكتاب منظوراً منفتحاً للبلاغة لا يتقيّد بحدودها المدرسية أو بقواعدها النظرية المقرّرة.

خلاصة القول، يروم هذا الكتاب تحقيق غايتين لا تنفصلان؛ تتمثل إحداهما في تعرّف نصوص من الأدب العربي لم يكشف الدّارسون بعدُ – بشكل وافٍ ومقنع – عن طبيعتها ووظائفها، وأمّا الغاية الثانية فتتمثل في إجراء تحليل بلاغي موسّع يتجاوز حدود العبارة إلى آفاق النّص في علاقاته الدّاخلية والخارجية.