Look Inside

موسوعة المنظمات الدولية 5 جامعة الدول العربية في مواجهة تحديات العولمة إنشاء الجامعة وأهدافها

عدد الصفحات : 414 صفحة

جامعة الدول العربية منظمة تضم دولاً في الشرق الأوسط وأفريقيا ويعتبر أعضاؤها دولاً عربية، ينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الإقتصادية، ومن ضمنها العلاقات التجارية، الإتصالات، العلاقات الثقافية، الجنسيات إلى آخر ذلك…
وهذ الدراسة تأتي كمحاولة لتقويم جامعة الدول العربية ودورها الحضاري وإذكاء قدرتها على مواجهة التطورات التي يشهدها المجتمع الدولي. من هنا اعتبر مؤلف الكتاب “أن البحث في هذا الموضوع يعد مسؤولية قومية ودينية تتطلب من كل باحث ينتمي لهذه الأمة أو يعيش في كنفها أن يعمل على مواجهة النظام الدولي الجديد…”.
توزعت الدراسة في خمسة فصول ومباحث وملاحق هي: الفصل الأول: إنشاء الجامعة، الفصل الثاني: حماية السلم والأمن العربي، الفصل الثالث: تنظيم العلاقات العربية الدولية، الفصل الرابع: تنمية العلاقات العربية المشتركة، والفصل الخامس: احترام حقوق الإنسان العربي، وأخيراً: ملاحق ومصادر الدراسة.

شهد الوَطَن العَرَبيٍ أقدم الحضارات الإِنسْانِية. وظهر فِيهِ أول مَفْهُوم للدَّوْلَةِ. وَعَلَى الرَغْم مِنْ سِيَادَة الطابع القبلي فَقَدْ تُمْكِن الإسْلام مِنْ جمع العَرَب وتوحيدهم، ونهض بهم، وأقام دَوْلة قائمة عَلَى وحدة العقيدة، دامت قرونا عدة، اسْتَطَاع العَرَب مِنْ خلالها أَنَّ ينشروا العَدْل والحَقّ فِي العَدِيد مِنْ مناطق العَالَم. وأقامت الدولتان الأموية والعباسية، صرحا كَبِيراً لنموذج الدَوْلَة المتطورة، والموحدة عَلَى الرَغْم مِنْ اتساعها وكبرها. وَبَعْدَ الانتكاسة الَّتِي شهدتها الحضارة الإسْلامية عَلَى يد الجَيْش المغولي سنة 656هـ (1258م) أصبح الوَطَن العَرَبيٍ مسرحا للاحتلال والسيطرة الأجنبية الَّتِي سعت بكل وسائلها إِلَى تفتيت الروح القَوْمِيَّة وفرض الهيمنة عَلَيْهِمْ وإذلالهم بشتى الوسائل وفي مقدمة ذَلِكَ فرض الجهل والتخلف عَلَيْهِمْ بَعْدِ أَنَّ كانوا أمة رائدة فِي إثراء البشرية والنهوض بها فِي المجالات المختلفة. وخضع المغرب العَرَبيٍ للاحتلال الأجنبي المباشر وفرضت عَلَيْه الثقافة واللغة الأوربية، وقسم المشرق العَرَبيٍ بموجب مُعَاهَدَة (سايس – بيكو ) إِلَى مناطق نفوذ بريطاني فرنسي وَمَنْ بَعْدِ ذَلِكَ فرض الانتداب عَلَيْهِمْ بقرار مِنْ عصبة الأمم. وأصبحت كُلّ مِنْ بريطانيا وفرنسا تتحكمان فِي مَصِيرُ الوَطَن العربي، خلال فترة الحربين العالميتين الأولى والثَّانِيَة، وحاولتا مسخ المشاعر القَوْمِيَّة وفرض ثقافة غربية عليه. وبعد خروج الدُوَل الأوربية مِنْ الْحَرْبِ الْعَالَمِية الثانية سواء أكانت المهزومة منها أم المنتصرة، كَانَت جميعها منهكة وغير قادرة عَلَى مواجهة القوة الأمريكية الَّتِي بدأت تنافس المَصَالِح الأوربية، وظهور الكتلة الاشْتِراكِيَّة عَلَى مسرح السياسة الدَوْلِيَّة كقوة عظمى، عندئذ شعرت بريطانيا بضرورة إقامة نظام عَرَبيٍ موحد لمواجهة القوة الأمريكية والشيوعية المتعاظمة، فسعت إِلَى إقامة صرح عربي، تحت شعار اجمع واحكم. فدعت لإقامة جَامِعَة عَرَبيَّة لمواجهة القوى العظمى الجديدة. وَمَنْ هنا بدأ الصراع البريطاني الأمريكي حول السيطرة عَلَى هَذَا النظام الجديد. وَعَلَى الرَغْم مِنْ استبشار الحُكَّام العرب، للاتجاه البريطاني، وحاولوا أَنَّ يستغلوا هَذِهِ الفرصة لإقامة نظام عَرَبيٍ موحد يكون محققا لآمال الأمة العَرَبيَّة، إلا أنهم لَمْ يكونوا بالقدر المطلوب باستغلال هَذِهِ الفرصة، وَلَمْ ينطلقوا مِنْ مشاعر قومية، وإنما كَانَت بوحي مِنْ المَصَالِح الأجنبية المتصارعة. والمحافظة عَلَى الكيانات القطرية. وفي ضوء ذَلِكَ قامت الجَامِعَة العَرَبيَّة فِي عام 1945. وَمَنْ المؤكد أَنَّ مِيثَاق جَامِعَة الدُوَل العَرَبيَّة وَجَاءَ بصيغة لَمْ تحقق أماني الأُمَّة العَرَبيَّة وحتى أماني الحُكَّام الَّذِينَ وقعوا المِيثَاق بسبب هيمنة المَصَالِح الأجنبية والعمل بما أملاه الأجنبي، وَكَانَ المفروض أَنَّ يستغل الحُكَّام العَرَب الَّذِي ورثوا هَذَا الحدث التاريخي، وان يطوروا هَذَا الكيان نحو تَحْقِيق مصالحهم ولو بصورة الجرعات الخفيفة خلال العقود الَّتِي مرت، واستغلالهم حالة التوازن الدولي الَّتِي كَانَت قائمة خلال هَذِهِ الحقبة، ويجعلوا مِنْ النِظَام الَّذِي جاءت به الجَامِعَة النواة الَّتِي يمكن أَنَّ تحقق أماني الأمة العربية، خاصة وان المجموعات الدَوْلِية تسير فِي الوقت الحاضر نحو التكتل فِي إطار منظمات دَوْلِيَّة قادرة عَلَى تحقيق أهداف أمنية وعسكرية واقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية. وبعد ظهور العولمة وإنشاء مُنَظَمة التجارة الْعَالَمِيَّة عام 1994، أَصْبَحَ النِظَام الْعَالَمِي الجَدِيد يعاني مِنْ الهيمنة الأمَرِيكِيََة تحت غطاء حُرِّيَّة التِّجَارَة الْعَالَمِيَّة. لِهَذَا فَقَدْ ذهبت العَدِيدُ مِنْ الدُوَلِ إِلَى التكتل مَعَ بعضها لمواجهة هَذِهِ الهيمنة. فبرز الاتحاد الأوربي قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية كبيرة. وظهرت مجموعة آسيان كقوة اقتصادية كبيرة. كَمَا ظهر الكومنولف الروسي كمحاولة لمواجهة العولمة. وأجريت تعديلات جوهرية عَلَى الوحدة الأفريقية بموجب اتفاقية عام 2002. وَعَلَى الرَغْم مِنْ هَذِهِ التكتلات فَقَدْ زادت الهيمنة الأمَرِيكِيَّة فِي العَالَم وخاصة فِي الوَطَن العربي. واستطاعت أَنَّ تحتل الدُوَل النفطية الخليجية تحت ستار اتِّفَاقِيات الحماية الدَوْلِية واحتلال العِرْاق عَسْكَرِيا فِي حرب مدمرة، عام 2003، وأصبح محتلا قانونا بقراري صادرين مِنْ مَجْلِس الأمن فِي السنة نفسها. ويعد الوَطَن العَرَبيٍ مِنْ أكثر المجتمعات الدَوْلِيَّة توحدا، إِذْ تتوافر فيه عوامل التكتل والانسجام. وَكَانَ مِنْ المفروض أَنَّ تَكُون الجَامِعَة العَرَبيَّة قادرة عَلَى حِمَايَة الأمة العَرَبيَّة وتعزز قدرتها فِي مواجهة النظام الدَوْلِي الجَدِيد. وان تَكُون وحدة العَرَب نبراسا للأمة الإسْلامية وقوة لها. ذَلِكَ أَنَّ قوة العَرَب تعد قوة للمسلمين وضعف العَرَب ضعفا للمسلمين.

وتأتي هذه الدراسة كمحاولة لتقويم جامعة الدول العربية وبعث دورها القومي والحضاري وإذكاء قدرتها على مواجهة التطورات التي يشهدها المجتمع الدولي.

2,300.00 د.ج

التصنيف: الوسم:

Reviews

There are no reviews yet.

Be the first to review “موسوعة المنظمات الدولية 5 جامعة الدول العربية في مواجهة تحديات العولمة إنشاء الجامعة وأهدافها”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *