إقتصاد النقل والبيئة في إطار ضوابط التنمية المستدامة

عدد الصفحات : 230 صفحة

جاء تطور المواصلات والنقل ليلبي حاجات الفرد والمجتمع المتصاعد ففي مجال الإقتصاد تتجلى أهميتها في ‏تأمين فرص عمل للمواطنين وذلك من خلال تصنيع وسائل النقل وإنشاء وتطوير أبنية المواصلات، وزيادة ‏مردود العمل بإختصار زمن النقل، تخفيض كلفة الإنتاج، وفي مجالات أخرى فإن المواصلات عامل مهم في ‏إتصال الأمم والدول والقارات، كما أن إتصال أطراف القطر الواحد بالإضافة إلى أن للمواصلات أهمية ‏خاصة في مجالات نشاط الأفراد والمجتمعات من النواحي الثقافية، السياحية، الإقتصادية، الخدماتية، ‏الدفاعية، الأمنية، والصحية وغيرها… إلخ.‏ ‎

‎ وبشكل عام أن توفر نظام متكامل للنقل في أي دولة من الدول يعتبر العامل الأكثر أهمية في تحقيق التناسب ‏والتكامل بين مختلف القطاعات الإقتصادية المكونة لها ويساعد على تسهيل التنمية المتوازنة إقتصادياً ‏وإجتماعياً إقليمياً وفطرياً وكسر حاجز العزلة لبعض المناطق وتوفير الحاجات الأساسية وتعزيز الوحدة ‏السياسية وتحقيق النمو المتوازن والمتسارع بين كافة الأقاليم.‏ ‏ ‏‎

‎ يعتبر الإقتصاديون عملية النقل أحد أركان الإقتصاد القومي لأي بلد من البلدان، فإذا كانت ركائز الإنتاج ‏الوطني هي الزراعة، والصناعة، وإستخراج الثروات الدفينة في باطن الأرض فإن الركيزة الرابعة تكون ‏حتماً صناعة النقل…‏ ينتمي تموز سعدوني إلى الجيل الثاني من المهاجرين العرب الذين استوطنوا نيوزلندا “هذه الجزيرة النائية ‏الرطبة التي جلبني أهلي القساة لها”، كما كتب في أول رسالة له لصديقه الحميم.‏ ‎

‎ اختفى الصديق، واتخذت الجزيرة شكل الوطن، يبني الكاتب كياناً روائياً مبنياً على تجربته في العيش في ‏الوطن البديل، ناظراً لمخلوقاته بمستويين مختلفين من الوعي: الوعي الذي جلبه مع أمتعته والذي ما يزال ‏يسكن تلافيف مخه، والوعي الجديد الذي اكتسبه خلال سنوات التأقلم الصعبة.‏ ‎

‎ ومثل تلك العبارات المثبتة على علب السجائر، يحذر (تموز) قارئ كتابه بأنه مضر بالصحة ويؤدي إلى ‏الإصابة بالإكتئاب.‏ ‎

‎ يؤسس الكاتب عالماً تخاله حقيقياً، مُستعملاً أدواته بمهارة عالية، فالشخصيات مشكلة بطريقة إحترافية ‏واضحة حتى تكاد أن تلامس قسمات وجوهها، كما يغوص في دواخلها بحثاً عن كوابيسها وأحلامها، كاشفاً ‏بمرارة أحياناً عن سقطاتها وخيبات الأمل الكبيرة التي تسم الحياة في المهاجر، ثم يبدأ بتهديم هذا العالم حجراً ‏حجر أمام ناظريك دون أن تكون قادراً على تحريك بنائك لتحتج أو تعترض.‏