الإعلام والعنف السياسي

عدد الصفحات : 244 صفحة

يعنى هذا الكتاب نظرياً بالكشف عن ظاهرة العنف السياسي في الجزائر خلال الفترة الواقعة بين 1962 و 2009، وذلك بالتركيز على أشكال العنف السياسي الأكثر إنتشاراً عبر مختلف مراحل تطور تاريخ النظام السياسي الجزائري، تحديد الفترات الزمنية التي تزايدت فيها، مع إلقاء الضوء على مختلف القوى والفئات في المجتمع التي مارسته في كل العهود مع ربطه بمتغيرين هما الإعلام المكتوب والنخب الجزائرية، على إعتبار النخبة جزءاً هاماً منها، مع التوسع بشكل كبير في المرحلة الأخيرة من العنف السياسي، التي انطلقت مع ظهور الأزمة الأمنية في 1992.

لقد اتسمت علاقة الأزمة الأمنية بالصحافة بالحذر، على إعتبارها وسيلة مباشرة لتمرير خطاب وأهداف الجماعات المسلحة، فبعد أن حرمت هذه الجماعات من القنوات الإعلامية التقليدية، وبعد دخولها عهد السرية وإنقطاع الصحافة الشرعية لها من الصدور، والشروع في إصدار بيانات تعلق على جدران المساجد.

غالباً ما كانت الصحافة الوطنية تعيد نشرها، أدى ذلك وقوع الصحافة بين سندان السلطة ومطرقة العنف المسلح من جهة وواجب الإعلام إتجاه القراء من جهة ثانية.