Look Inside

التربية البيئية وإستراتيجيات تدريسها

عدد الصفحات : 464 صفحة

الحمد لله العلي الأعلى، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي أحاط بكل شيء علما، أحمده على إتمام النعمة، واشكره على دوام الفضل والمنن، والصلاة والسلام على المعلم الأول نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، خير من بلغ وأخبر، علّم الله تعالى به الناس من جهل، وهداهم به من ضلال، فلله ورسوله الفضل والمنة، ثم للذين ساروا على منهاجه القويم وسنته الطاهرة من آل بيته وصحابته والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: لقد فطر الله سبحانه وتعالى ادم عليه السلام وذريته من بني البشر على التعلم، والقابلية للنمو والزيادة؛ لتحقيق الوظيفة التي كلف بها، هو وذريته والمتمثلة بعمارة الأرض وفق نهج الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: )وَعَلَّمَ ادَمَ الأسماء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلائِكَةِ فَقَالَ أنبئوني بأسماء هَؤُلاءِ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ( [البقرة أية: (31)]. وقال تعالى: )الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداًوَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاًوَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى (53) كُلُواوَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى (54) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْوَفِيهَا نُعِيدُكُمْوَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ( [طه آية: (53-55)]. إن قابلية الإنسان للنمو والزيادة التي مُيز بها بنو ادم عن سائر الخلق، تمثلت في نعمة العقل، أول وأجل النعم، به يهتدي العبد إلى ربه، وبه أيضا تُعرف الآيات والسنن التي أودعها الخالق كونه فيعمل ويجد ويسخر الأرض لخدمته؛ ولكن شريطة الحفاظ عليها، لذلك في الآية الكريمة سالفة الذكر بعد أن تحدث الخالق سبحانه وتعالى عن نعمه في تسخير الأرض للإنسان، ذكره بالحياة الآخرة التي يحاسب فيها الإنسان على ما عمل في الحياة الدنيا، فإذا كان عمله وعمارته للأرض وفق نهج الله سبحانه وتعالى كان أجره عظيم عند ربه، وإن كان عمله مخالفاً لنهج الله سبحانه وتعالى كان عقابه عظيم وكبير. قال تعالى: )مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْوَفِيهَا نُعِيدُكُمْوَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى). وقال تعالى: )إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراًّ يَرَهُ ( [الزلزلة آية: (1-8)] بفطرة العقل، ونعمة الوحي، يستدل المخلوق على عظمة مبدع الكون، فيقبل على عبادة ربه برغبة تدفعه إلى عمارة الأرض، ورهبة تحثه على توجيه سلوكه (في نفسه، وإخوانه، ومجتمعه، والكون كله) نحو إرضاء مولاه. وفي هذا النوع من التعلم (التعلم الفطري)، تنمو قدرات الفرد الطبيعية بتوازن، ليتمكن من استغلال ما أودع الله سبحانه وتعالى فيه من قدرات، ويستثمرها بعمارة الأرض، بما يعود عليه بالنفع. والتربية جزء من النظام الاجتماعي، تهتم بإعداد الفرد الذي يساهم في بناء مجتمعه وبيئته بإيجابية؛ ليتمكن من الحياة بصورة كريمة آمنة خالية من المخاطر والأضرار والأمراض، يقدم فيها لبيئته بقدر ما يأخذ منها. وإذا كانت التربية قادرة على إعداد نشء يسخر البيئة بشكل آمن، يعطي البيئة بقدر ما يأخذ منها، فانه بحق وراء كل بيئة آمنه تربية أخلاقية عظيمة. لقد أعطى القران الكريم للتربية البيئية أهمية بالغة، وقد وردت آيات كثيرة تدعو الناس إلى التأمل والتدبر والتعقل، للكشف عن نواميس الكون واستغلال الأرض وعمارتها، والبعد عن كل سلوك يفسد هذا النظام الكوني، الذي سخر للإنسان، هذا المخلوق المكرم إذا اتبع نهج ربه تبارك وتعالى. قوله تعالى: ) (إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِوَالأرْضِوَاخْتِلافِ اللَّيْلِوَالنَّهَارِ لآياتٍ لأولِي الألباب ( [آل عمران: 190)]. وقال تعالى: )أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةًوَأَثَارُوا الأَرْضَوَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَاوَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْوَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَىأَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِوَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ ( [الروم آية: (9)] وقال تعالى: )ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّوَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ ( [الروم آية: (41-42)]. لقد جعل القران الكريم، عمارة الأرض وفق نهج الله سبحانه وتعالى والتفكير السديد والنظر الصائب في الكون وما فيه، عبادة يتقرب فيها الإنسان من ربه، ووسيلة من وسائل الإيمان بالله سبحانه وتعالى، من هنا حث المسلم على التفكير في نفسه، وفي السماء والأرض، وفي الكون المحيط به. قال تعالى: )أو لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أنفسهم مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِوَالأرْضَوَمَا بَيْنَهُمَا إلا بِالْحَقِّوَاجَلٍ مُّسَمًّىوَانَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ( [الروم أية: (8)]. وقال تعالى: )قُلِ انظُرُوا ماذا فِي السَّمَوَاتِوَالأرْضِوَمَا تُغْنِي الآياتُوَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا ( [يونس أية: (101)]. لقد ربطت السنة النبوية الشريفة بين عبادة الخالق سبحانه وتعالى، وبين الاستغلال الأمثل لموارد البيئة، فحرمت كمثال الإسراف في الماء (هذا المورد العظيم والذي تقوم عليه حياة الناس)، وحتى في أمر مهم وهو الوضوء والطهارة. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جار). إن التربية البيئية المنشودة، هي التي تحقق غايات وأهداف المجتمع في مجال البيئة، وفق عقيدته وقيمه، ومن الطبيعي أن يأخذ هذا النوع من التربية جل اهتمام المجتمع؛ وذلك لان المستقبل يفرض علينا مثيرات وتحديات ومشكلات بيئية تجعل التربية البيئية موضوعاً في غاية الأهمية، ولا يمكن تجاهله، وإن حدث هذا التجاهل، فليستعد الإنسان إلى حياة مليئة بالصعوبات والمشاكل المتنوعة والأمراض الفتاكة نتيجة تلوث البيئة. وإذا كنا متفقين على أن السلوك الإنساني في الوقت الراهن، غير منسجم مع حركة الكون ونواميسه التي جعلها الله سبحانه وتعالى للحفاظ على التوازن البيئي، لا يمكن أن نجلس متفرجين على العبث غير الواعي بالبيئة ومواردها، وهذا يعني أن النظام التربوي في أي مجتمع، مسؤول عن إعداد الإنسان، المسؤول الواعي المتصف بالأخلاق الحميدة التي تشكل معياراً يضبط سلوكه البيئي، بما يحقق له المنافع المختلفة، وبنفس الوقت يتجنب كل ما يمكنه إلحاق الخلل البيئي. إن التربية البيئية هي الوسيلة الوحيدة لتوجيه حياة الفرد، بطريقة تمكنه من القيام بسلوكات تمكنه من الاستغلال الأمثل للبيئة ومواردها، وتوليد أفكار جديدة ومعارف تخلص البشرية من مخاطر التلوث البيئي، وإنتاج الحلول الإبداعية لمشاكل البيئة في ظل التفاعل المثمر مع المحيط. إن الحديث عن المعرفة والقيم والأخلاق البيئية والسلوك البيئي واكتسابها، وتمكين الفرد منها ومن تنميتها – يشكل نمواً لجانب مهم من جوانب الإنسان، وهو جانبه المعرفي، من خلال اكتسابه بنى معرفية جديدة- يبادر إلى الذهن إعداد إنسان يرتبط بالبيئة يتبرأ من الأنانية اتجاه البيئة فهو يقدم للبيئة بقدر ما يأخذ منها، عندها ستعود البيئة النافعة المتوازنة من جديد، بيئة تخلو من التلوث والمخاطر، يستغلها الإنسان بما ينسجم مع النهج الإلهي، الذي يعد مفتاحاً لحل جميع مشاكلنا التي نعيشها اليوم. إذا كان المجتمع يتكون من مجموعة من الأفراد الذين يتغلبون على مشاكلهم بطريقة مثمرة لهم ولمجتمعهم؛ فان هذا يعني أن المجتمع بكامله يتفاعل بطريقة منتجة تمكنه من مواكبات القفزات الحضارية والتعايش مع المجتمعات الأخرى، بأسلوب فاعل يحافظ به على المورث العقدي والاجتماعي، ليكفل بواسطته استمرار السير قدما في المضمار الحضاري بإرادة الله سبحانه وتعالى. ليس الخلل في نظام التدريس التقليدي فقط، ولكن المشكلة تكمن في تغير الظروف المحيطة بالتعليم دون أن يتلاءم نظام التدريس مع المستجدات، فالمشكلات البيئية، واقتراب انهيار النظام البيئي، والانحباس الحراري، والأمراض الناتجة عن التلوث البيئة؛ قلل من دور المدرسة كمصدر وحيد للمعارف البيئية، ودفع البعض للمناداة باللامدرسية، وإيجاد بدائل للتعليم كالدروس عبر شبكة الانترنت، أو عبر الفضائيات. لقد ذهب عدد من المربين إلى أن نمط تعليمنا البيئي قد يعيق نمو القدرات الفطرية والنفسية التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الإنسان، والطبيعة الخيرة وجانب الخير الذي هداه الله سبحانه وتعالى للإنسان، فإذا كان الإنسان مفطوراً على توحيد الله سبحانه وتعالى والتعلم، والرفق، والخير…، وإذا كان الفرد يمتلك قدرات متنوعة تمكنه من القيام بوظيفته المكلف بها من قبل خالق الكون سبحانه وتعالى، فكيف نفسر السلوك العدواني للبيئة؟ وكيف نعلل تزايد المشكلات البيئية، وانخفاض دافعية الإنسان للتعلم البيئي؟ في الوقت الذي شهدت فيه الحياة تغيرات تكنولوجية وعلمية، وتحسنت الظروف التي تمكن من عمل المعلم، ليقوم بدوره تجاه تربية طلابه على القيم والأخلاق البيئية، وتوفرت مساعدات التعليم ومساعدات التعلم، هل هذا يعني أننا نمارس أنماط تعليم أو تدريس لا تتوافق مع فطرة العقل للتعلم؟ أو هل يشير ذلك إلى عدم تطور المقررات الدراسية لمواكبة المتغيرات والمستجدات البيئية؟ قد نتفق أو نختلف على السبب، ولكن الذي نتفق عليه جميعا أن للبيئة حقاً علينا، وإعداد الجيل الواعي المسؤول عن بيئته. ونقر أيضا أن أعظم استثمار يمكن أن نقدمه لمستقبل البشرية، هو في عقول ووجدان وأداء ناشئتنا، فان العصر الذي نعيشه كثرت فيه المخاطر البيئية، فينبغي أن يكون محكوماً بقوة العقل وأصالة الفكر وسمو الأخلاق والقيم، وتجنيب الإنسان أخلاق الأنانية والعبثية بالبيئة. يبدو للعيان أن المدرسة في هذا العصر، حققت أهدافها، بدليل الانتقال من عصر الصناعة إلى عصر تفجر المعرفة في فترات زمنية قصيرة، كما أن المعارف الإنسانية أضحت تتضاعف كل ثلاث سنوات ونصف؛ وقد تكون هذه شواهد صادقة على زيادة قدرة الأفراد على التفكير نتيجة زيادة المعارف المتاحة، وللأسف كان لهذا التقدم ثمن غالي ستدفعه الأجيال القادمة، فكل هذا أدى إلى خلل كبير في النظام البيئي، فجشع الإنسان ونظامه الرأسمالي المادي البعيد عن القيم والأخلاق الفاضلة تجاه البيئة، وهذا بدوره أدى لظهور أصوات جديدة أكثر تعقلاً مدركة للمخاطر القادمة لتكوين أنماط جديدة من الحياة تنسجم مع البيئة. إن تعدد الدراسات والأبحاث في مجال البيئة، ولدت معارف كثيرة، الأمر الذي زاد من أعباء التربية البيئية، في اختيار الخبرات الغنية المناسبة لإعداد فرد يتفاعل بإيجابية مع معطيات البيئة والمستقبل بكل ما يحمله من تغير سريع، والواقع يشير إلى أن المدرسة تعاني من عدم قناعة المجتمع بمخرجاتها. قد يكون الفيصل بين المدرسية واللامدرسية هو (مدرسة المستقبل)، المدرسة التي تعد الفرد لمواجهة التغير المستمر في عصر تدفق المعلومات، وتسخيره لصالحة ولصالح مجتمعه، بشكل ينسجم مع البيئة ومكوناتها الفريدة. إن الإنسان في عصر المعلومات ينبغي أن يتصف بعدد من الصفات وهذه الصفات هي: · متفرد وغير نمطي. · متحمل لمسؤولية بيئته. · ممارس للتفكير الناقد، يعيد النظر في ما يقرا، أو يسمع، أو يشاهد أو يقوم به في بيئته. · قادر على التعلم الدائم والذاتي والشامل. · مبدع ومبتكر للحلول لجميع المشكلات البيئية. · ايجابي ومتعاون مع البرامج والحلول للمشكلات البيئية. إن مدرسة المستقبل يجب أن تركز جهودها على: 1. العمل على تنمية رغبة الطلبة في التعليم البيئي، وزيادة دافعيتهم للعمل من اجل حماية البيئة. التعلم. 2. التركيز على تنمية الاتجاهات والقيم البيئية. على الرغم من أن التوجه إلى تنمية القيم البيئية لدى الطلاب، توجه تربوي عالمي، إلا أن الدين الإسلامي كان له الريادة في هذا الجانب الهام والذي يشكل جزءاً من الدين الإسلامي الحنيف، فهذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، تأمر الإنسان بالعمل الصالح الذي يبتعد عن الضرر في أي جانب من جوانب الحياة، الضرر الذي يمكن أن يقع على الإنسان أو الحيوان أو النبات أو الموارد البيئية المختلفة. ومن هذه الآيات والأحاديث النبوية الشريفة يمكن القول: أن الحفاظ على البيئة ومكوناتها، واجب ديني مفروض علينا الاهتمام بتحقيقه. إن الإنسان يتعلم ما يرغب، بسهولة، بغض النظر عن مدى صعوبة أو سهولة ما يتعلمه، وهذه المسلمات تدفع بنا إلى الاعتقاد بان الجهود يجب أن تتركز على جعل المدرسة، مكانا مشوقا، يأتي إليها الناشئة بحماس ورغبة، يجدون فيها ذاتهم، ويكتشفوا مواهبهم؛ ويمارسوا الأنشطة التربوية التي تنمي القيم البيئية لديهم، فتشحذ عقولهم بمعارف تنظم تفكيرهم وتساعدهم على ابتكار حلول جديدة لمشكلات بيئتهم. يبدو أن تشكيل إنسان عصر المعلومات، يعتمد أساسا على عدد من المتغيرات: المقررات، البيئة، تنوع مصادر التعلم، وغيرها. إلا أن المنفذ لذلك كله هو المعلم، والمشكل لسلوك الطالب المنسجم مع القيم البيئة، هو طرائق التدريس التي يتبناها، فهي التي تنمي الرغبة في التعلم أو توقفها، فالأولوية في التطوير تكون لطرائق التدريس بطريقة تلبي احتياجات الفترة القادمة والتي تنحصر بعد تعميق الإيمان بالله سبحانه وتعالى في الأهداف الآتية: · تنمية الوعي البيئي لدى الإنسان عن طريق تزويده بالرؤية الصحيحة عن البيئة ومكوناتها بما يحقق دوره المطلوب في الأرض باعتباره خليفة الله فيها. · تنمية وتكوين القيم والاتجاهات والمهارات البيئة لدى الإنسان؛ حتى يستطيع على ضوئها مواجهة مختلف صعابها بإرادة قوية، ومن ثم استغلالها بصورة نافعة. · إيجاد التوازن وتعزيزه بين العناصر الاجتماعية والاقتصادية والبيولوجية المتفاعلة في البيئة، لما فيه صلاح الإنسان. · فهم الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والطبيعية وعلاقة الإنسان بهذه القضايا والتلوث. · تنمية قدرة الإنسان المسلم على تقويم إجراءات وبرامج التربية والتعليم المتصلة بالبيئة من أجل تحقيق تربية بيئية أفضل. · مساعدة الأفراد والجماعات على اكتساب وعي بالبيئة الكلية، عن طريق توضيح المفاهيم البيئية وفهم العلاقة التبادلية بين الإنسان وبيئته الطبيعية، مع تنمية الفهم بمكونات البيئة وطرق صيانتها وحسن استغلالها عن طريق اكتساب المهارات في كيفية التعامل مع البيئة بشكل إيجابي. إن التعليم من اجل البيئة باعتباره هدفا استراتيجيا, يمكن المتعلم من التعامل بكفاءة وفاعلية مع البيئة. تعتبر تنمية المفاهيم والقيم والاتجاهات البيئية أمراً ملحاً ونقلة نوعية تجاه تطوير التعليم, وإحداث تغيير في مفاهيمه، حيث لا بد من الربط بين مناهج الدراسة واستراتيجيات التدريس، والبيئة، وتدريب معدي المناهج والمشرفين التربويين والمدربين في مراكز إعداد المعلمين. من الواجب تدريب المعلمين على إعداد الدروس وتنفيذها، والابتعاد عن التلقين وتذكر المعارف واللجوء إلى التحليل والإسهام الإيجابي في التطوير وتقديم الآراء، بما ينمي المعارف والقيم والاتجاهات البيئية. إن هذا الكتاب يعرف بمفاهيم البيئة والتربية البيئية، واستراتيجيات تدريس البيئة وتعليمها، وأهداف ومبادئ التربية البيئية، كما ويناقش العلاقة بين الإنسان والبيئة، فالكتاب يعرض المبادئ النظرية للتربية البيئية، ثم يناقش الجوانب العملية لممارسته استراتيجيات تدريسها بشكل مبسط وواضح، محاولا تقديم لبنة جديدة في بناء التربية البيئية.

2,500.00 د.ج

التصنيف: الوسم:

Reviews

There are no reviews yet.

Be the first to review “التربية البيئية وإستراتيجيات تدريسها”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *