المرجعية الإعلامية دراسة تأصيلية وتطبيقية لنظرية المرجعية الإسلامية في الإعلام
من نافلة القول التأكيد على خطورة الإعلام، وأهميته في بناء الرأي العام، وتشكيل العقائد والأفكار، وصناعة الأخلاق، والقيم، لقد أصبح الإعلام الذراع القوية لأمركة وتغريب المجتمعات الإسلامية، وتزييف واقعها السياسي والفكري، وتضليل الشعوب الإسلامية عن حقيقة الصراع الذي تدور رحاه في المنطقة.
وفي الوقت نفسه سعى الإعلام التغريبي لتسطيح الإهتمامات والتطلعات، وإفتعال إهتمامات هزيلة لا تبني فكراً، ولا تحيي أمة، ولا تؤسس مشروعاً؛ فقضايا الهوية والتنمية والتعليم ومشكلات الفقر والبطالة… ونحوها من القضايا الكبرى غائبة أو مغيبة.
ومع خطورة الإعلام إلا أن الإسلاميين تأخروا كثيراً في حمل هذه الراية، وتعثرت خطواتهم في هذا السبيل، لكنهم أدركوا أخيراً – ولله الحمد – أهمية الإعلام، وظهرت مشاريع إعلامية جادة وواعدة في عدد كبير من دول العالم الإسلامي، قدمت إنجازات مشكورة محمودة.
لكنها في الوقت نفسه أحوج ما تكون لبناء رؤية إعلامية واعية وقادرة على تقديم مشاريع إعلامية تلبي حاجات الأمة بمختلف شرائحها وطبقاتها الفكرية والإجتماعية، وأحسب أن كتاب (المرجعية الإعلامية في الإسلام… تأصيل وتشكيل) تأليف الدكتور طه أحمد الزيدي يؤسس لرؤية إعلامية ناضجة تستحق الإشادة والتقدير، وقد فتح باباً عريضاً لمزيد من الدراسات والبحوث التي ستجعل الإعلام الإسلامي – بإذن الله تعالى – أكثر تجذراً ورسوخاً.
Reviews
There are no reviews yet.