صحافة المواطن الواقع والمستقبل

لا شك أن التكنولوجيا الجذرية التي شهدها الإعلام الجديد، قد قللت من سيطرة وسائل الإعلام التقليدية وسلطتها في إنتاج المضامين الإعلامية، وما ترتب على ذلك من هروب الكثير من المتلقيين من وسائل الإعلام التقليدية التي باتت لديها من السلبيات والتحديات، والتي جعلت المتلقي يتجه إلى وسائل الإعلام الجديد.
ويعد الإعلام الجديد أحد أهم مفاهيم التقنيات المتقدمة، ويعتبرمصطلح شامل لجميع المواقع التي تعتمد على تطبيقات الإنترنت التي يتم تزويد المحتوي فيها من قبل المستخدمين، وتشتمل هذه التطبيقات والخدمات على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي، والصفحات الإلكترونية، المدونات، مشاركة الصور، النشرات الإلكترونية، العالم الافتراضي، وكلها تقنيات وتطبيقات اعتمدت على إشراك المواطن ودمجه في المحتوى الإعلامي، حيث أصبح الفرد من خلال الإعلام الجديد هو من يقوم بإنتاج وتأليف المحتوى، فهو من يدون في مدونته الخاصة، أو يقوم برفع مقاطع الفيديو، أو يعلق بصوته، أو يستعين بمقاطع صوتية للتعليق على بعض الأخبار أو الموضوعات، ولعل هذا ما جعل لصحافة المواطن وجوداً متميزاً، وحقيقة لا مفر منها على شبكة الإنترنت، فضلاً عن تراجع دور الصحافة الورقية والتحديات التي تواجهها، مما أدى ذلك إلى نمو وازدهار صحافة المواطن، وهو ما جعلها ابتكاراً تقنياً، وتطوراً تكنولوجياً لا يمكن مقارنته بأدوات الصحافة الورقية ووسائل الإعلام التقليدية السابقة على هذا التطور.