موسوعة القانون الدولي الجنائي جزء 2 جرائم الحرب وجرائم العدوان

عدد الصفحات : 400 صفحة

إذا كانت جرائم الحرب تمتد إلى أغوار سحيقة في التاريخ، فإن جرائم العدوان لم تتبلور لحد الآن. فلا تزال موضع جدل ونقاش، بسبب اختلاف الدول واختلاف النزاعات السياسية. لهذا فقد نص نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على تفاصيل حول جرائم الحرب، في حين لم يفصل ذلك بالنسبة لجرائم العدوان، لأنها موضع نقاش وجدل بين الدول. وإذا كانت جرائم الحرب يرتكبها جنود أو أشخاص عاديون، فإن جرائم العدوان ترتكب من قبل الدولة، وقد يشترك في ارتكابها البرلمان ومجلس الوزراء والقوات المسلحة، فمن الصعوبة تحديد المسؤولية في ارتكاب جرائم العدوان. لهذا فإن نظام المحكمة لم يرد تفاصيل حول ذلك، ولم يحدد المسؤولية الجنائية فيها بشكل واضح. وإنما أحال تحديد جرائم العدوان بالتنسيق مع ميثاق الأمم المتحدة وبشكل خاص مع مجلس الأمن، عندما ينظر في تعديل نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. ويصعب في العديد من الأحيان الفصل بين جرائم الحرب، وجرائم العدوان، بسبب التداخل بينها، والتشابه فيما بينها. وجرائم الحرب والعدوان، من أكثر الجرائم التي تفتك بالإنسان، وبخاصة بعد تطور أسلحة الدمار الشامل، وبالأهداف الدنية، والأهداف العسكرية التي تسبب فواجع مدمرة بالمدنيين، وبالأجيال القادمة. وتختص المحاكم الوطنية بالنظر في جرائم الحرب وجرائم العدوان، كما تختص محكمة الجنايات الدولية بالنظر في هذه الجرائم في حالة عدم قيام المحاكم الوطنية، أو عجزها بالنظر فيها، كما تختص المحاكمة الدولية المؤقتة التي تشكل بقرار من مجلس الأمن، بالنظر فيها ومعاقبة القائمين بها. وإذا كانت جرائم الحرب غالباً ما تتخذ طريقها نحو المحاسبة القانونية، عندما يتمكن المنتصر من فرض إرادته على الطرف المستسلم، وينشئ محاكم لفرض العقوبات على المندحر، فإن جرائم العدوان لا تزال بيد مجلس الأمن الذي يعود إليه وحده في تقرير الأفعال التي تعود جرائم، والعقوبات التي يقررها بحق من يراه أنه ارتكب عدواناً، طبقاً لقرار الجمعية العامة الخاص بتعريف العدوان وتحديد حالاته، أو دون ذلك.

2,300.00 د.ج
Quick View

موسوعة القانون الدولي الجنائي جزء 3 القضاء الدولي الجنائي

عدد الصفحات : 464 صفحة

كان المنتصر في الحرب، هو الذي يحدد الأفعال التي تعد جرائماً، وهو الذي يشكل المحكمة لمحاكمة من يريد الانتقام منهم، وينزل العقاب الصارم بهم، وينفذ العقوبة بحقهم كيفما يشاء. وبسبب تعدد الدول المتحاربة، لجأت الدول المنتصرة، إلى إنشاء محاكم مشتركة، تتكون من قضاة عسكريين من الدول المتحالفة، وتجري محاكمات صورية لمحاكمة العسكريين والمدنيين من الأعداء، طبقاً لقواعد تضعها الدول المتحالفة دون رقابة دولية، وتنفذ ما تراه من العقوبات بما يشفي غليلها. وعلى هذه الشاكلة شكلت محاكم عسكرية، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أطلق عليها بالمحاكم الدولية المؤقتة، مثل محكمة نورمبورغ لمحاكمة مجرمي الحرب الألمان، ومحكمة طوكيو لمحاكمة مجرمي الحرب اليابانيين. أما ما ارتكبه المنتصر من جرائم، وقتل وتدمير، فإنها قد تحفظ في طي الكتمان، ولربما تغلف بالمشروعية والحق والعدل، فالجاني يصبح ضحية والضحية موضع للعقاب والتنكيل. وبعد تطور المفاهيم الإنسانية، والإدراك بأن الحروب سجال، فمنتصر اليوم قد يكون مندحر الغد، بدأ المجتمع الدولي يبحث عن العدالة، ونطالب بإنشاء محكمة دولية جنائية دائمة مستقلة، تتولى محاكمة الأشخاص اللذين يرتكبون جنايات دولية بشكل منهجي ضد فئة معينة من الناس. وبعد صراع مرير، وشد وجذب بين المصالح الدولية، والتمسك بمبدأ السيادة، تمكن المجتمع الدولي من التقدم خطوات نحو إنشاء محكمة الجنايات الدولية عام 1998. وعلى الرغم من امتناع الدول التي تنتهك القانون الدولي وترتكب الجرائم الدولية من الانضمام إلى نظام روما الأساسي للمحكمة، تمكن المجتمع الدولي من أن يحقق إرادته. وكان إنشاء تلك المحكمة نقطة تحول كبيرة في القضاء الدولي الجنائي. ومن المؤمل أن تأتي خطوات أخرى تعزز اختصاصات المحكمة باتجاه تطويرها وقيامها بدور إيجابي في تحقيق العدالة في العالم. وعلى الرغم من أن نظام محكمة الجنايات الدولية قد نص صراحة على أنها لا تعد بديلاً عن الاختصاص القضائي للمحاكم الوطنية وأنها تعد امتداداً لها، إلا أن للمحكمة الرقابة على عمل المحاكم الوطنية فيما يتعلق بالجرائم التي تخضع لاختصاص المحكمة. فمتى وجدت المحكمة أن المحاكم الوطنية لم تتمكن من إحقاق الحق، أو أنها غير قادرة، أو تماطل في معاقبة المجرمين، تتولى محكمة الجنايات الدولية محاكمة المتهمين الذين يرتكبون الجرائم الواردة في نظامها الأساسي.

2,300.00 د.ج
Quick View

موسوعة القانون الدولي الخاص جزء 2 : الجنسية والمواطن ومركز الأجانب

عدد الصفحات : 384 صفحة

بعد أن انتهينا من الجزء الأول من هذه الموسوعة والذي خصصناه للتصدي لمشكلة تنازع القوانين، سنتناول بعون الله وتوفيقه مسائل الجنسية والموطن ومركز الأجانب كموضوعات تدخل وفقاً للراجح من أراء الفقهاء وعمداء القانون الدولي الخاص ضمن صميم موضوعات القانون الدولي الخاص. والتصدي لموضوعات الجنسية والموطن ومركز الأجانب له من الأهمية ما يبرر إبرازها كواحدة من أهم موضوعات القانون عموماً وليس أقل من التدليل على صحة وسلامة هذه الخلاصة من التأكيد على أن عنصر وركن الشعب في أي دولة يبرز وتتحدد معالمه وفقاً لكل من الجنسية أو الموطن على اعتبار أن الفرد لا بد له من الارتباط مادياً ومعنوياً مع الدولة التي يتفيأ بظلالها ويتنسم عبيرها ويمنحها الشعور بالولاء والانتماء، أو على الأقل الارتباط ببقعة جغرافية معينة ارتباطاً فعلياً وواقعياً يجعله يشعر فيما لو ارتحل بعيداً عنها بالحنين والشوق لها والأمل بالعودة إليها، وبخلاف ارتباط الفرد مع الدولة أو مع الموطن تجعل من الشخص أجنبياً بمعنى غريباً عن مجتمع معين أو عن إقليم معين فنراه لا يحس بإحساس الشخص المنتمي لتلك المنظومة ولا يتنفس هواء تلك البقعة فيكون أجنبياً عن هذه وعن تلك. ولهذا نرى أن دراستنا للجنسية كرابطة بين الفرد ودولته أو الموطن كرابطة بين الفرد والإقليم ستؤدي بنا حتماً إلى التطرق إلى موضوع الأجانب على اعتبار أن الأجنبي ــ كما سيمر معنا لاحقاً ــ هو كل شخص غير مرتبط بدولة معينة أو بإقليم معين برباط فعلي وواقعي ولكنه لظرف أو لآخر موجود داخل هذه الدولة أو ضمن حدود ذلك الإقليم ولكنه وجود عابر وطارئ لا ينم عن رابطة فعلية وواقعية بينه وبين الدولة المستضيفة له ولا بينه وبين الإقليم الذي يتنفس الهواء المنتشر في سمائه. ولا أبالغ إذا قلت بان موضوعات الجنسية والموطن ومركز الأجانب تعتبر من الموضوعات التي فرضت نفسها علي كباحث على اعتبار أنها من الموضوعات الشيقة والجاذبة لأقلام المهتمين وذلك لأكثر من سبب

 

2,300.00 د.ج
Quick View

موسوعة المنظمات الدولية 5 جامعة الدول العربية في مواجهة تحديات العولمة إنشاء الجامعة وأهدافها

عدد الصفحات : 414 صفحة

جامعة الدول العربية منظمة تضم دولاً في الشرق الأوسط وأفريقيا ويعتبر أعضاؤها دولاً عربية، ينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الإقتصادية، ومن ضمنها العلاقات التجارية، الإتصالات، العلاقات الثقافية، الجنسيات إلى آخر ذلك…
وهذ الدراسة تأتي كمحاولة لتقويم جامعة الدول العربية ودورها الحضاري وإذكاء قدرتها على مواجهة التطورات التي يشهدها المجتمع الدولي. من هنا اعتبر مؤلف الكتاب “أن البحث في هذا الموضوع يعد مسؤولية قومية ودينية تتطلب من كل باحث ينتمي لهذه الأمة أو يعيش في كنفها أن يعمل على مواجهة النظام الدولي الجديد…”.
توزعت الدراسة في خمسة فصول ومباحث وملاحق هي: الفصل الأول: إنشاء الجامعة، الفصل الثاني: حماية السلم والأمن العربي، الفصل الثالث: تنظيم العلاقات العربية الدولية، الفصل الرابع: تنمية العلاقات العربية المشتركة، والفصل الخامس: احترام حقوق الإنسان العربي، وأخيراً: ملاحق ومصادر الدراسة.

شهد الوَطَن العَرَبيٍ أقدم الحضارات الإِنسْانِية. وظهر فِيهِ أول مَفْهُوم للدَّوْلَةِ. وَعَلَى الرَغْم مِنْ سِيَادَة الطابع القبلي فَقَدْ تُمْكِن الإسْلام مِنْ جمع العَرَب وتوحيدهم، ونهض بهم، وأقام دَوْلة قائمة عَلَى وحدة العقيدة، دامت قرونا عدة، اسْتَطَاع العَرَب مِنْ خلالها أَنَّ ينشروا العَدْل والحَقّ فِي العَدِيد مِنْ مناطق العَالَم. وأقامت الدولتان الأموية والعباسية، صرحا كَبِيراً لنموذج الدَوْلَة المتطورة، والموحدة عَلَى الرَغْم مِنْ اتساعها وكبرها. وَبَعْدَ الانتكاسة الَّتِي شهدتها الحضارة الإسْلامية عَلَى يد الجَيْش المغولي سنة 656هـ (1258م) أصبح الوَطَن العَرَبيٍ مسرحا للاحتلال والسيطرة الأجنبية الَّتِي سعت بكل وسائلها إِلَى تفتيت الروح القَوْمِيَّة وفرض الهيمنة عَلَيْهِمْ وإذلالهم بشتى الوسائل وفي مقدمة ذَلِكَ فرض الجهل والتخلف عَلَيْهِمْ بَعْدِ أَنَّ كانوا أمة رائدة فِي إثراء البشرية والنهوض بها فِي المجالات المختلفة. وخضع المغرب العَرَبيٍ للاحتلال الأجنبي المباشر وفرضت عَلَيْه الثقافة واللغة الأوربية، وقسم المشرق العَرَبيٍ بموجب مُعَاهَدَة (سايس – بيكو ) إِلَى مناطق نفوذ بريطاني فرنسي وَمَنْ بَعْدِ ذَلِكَ فرض الانتداب عَلَيْهِمْ بقرار مِنْ عصبة الأمم. وأصبحت كُلّ مِنْ بريطانيا وفرنسا تتحكمان فِي مَصِيرُ الوَطَن العربي، خلال فترة الحربين العالميتين الأولى والثَّانِيَة، وحاولتا مسخ المشاعر القَوْمِيَّة وفرض ثقافة غربية عليه. وبعد خروج الدُوَل الأوربية مِنْ الْحَرْبِ الْعَالَمِية الثانية سواء أكانت المهزومة منها أم المنتصرة، كَانَت جميعها منهكة وغير قادرة عَلَى مواجهة القوة الأمريكية الَّتِي بدأت تنافس المَصَالِح الأوربية، وظهور الكتلة الاشْتِراكِيَّة عَلَى مسرح السياسة الدَوْلِيَّة كقوة عظمى، عندئذ شعرت بريطانيا بضرورة إقامة نظام عَرَبيٍ موحد لمواجهة القوة الأمريكية والشيوعية المتعاظمة، فسعت إِلَى إقامة صرح عربي، تحت شعار اجمع واحكم. فدعت لإقامة جَامِعَة عَرَبيَّة لمواجهة القوى العظمى الجديدة. وَمَنْ هنا بدأ الصراع البريطاني الأمريكي حول السيطرة عَلَى هَذَا النظام الجديد. وَعَلَى الرَغْم مِنْ استبشار الحُكَّام العرب، للاتجاه البريطاني، وحاولوا أَنَّ يستغلوا هَذِهِ الفرصة لإقامة نظام عَرَبيٍ موحد يكون محققا لآمال الأمة العَرَبيَّة، إلا أنهم لَمْ يكونوا بالقدر المطلوب باستغلال هَذِهِ الفرصة، وَلَمْ ينطلقوا مِنْ مشاعر قومية، وإنما كَانَت بوحي مِنْ المَصَالِح الأجنبية المتصارعة. والمحافظة عَلَى الكيانات القطرية. وفي ضوء ذَلِكَ قامت الجَامِعَة العَرَبيَّة فِي عام 1945. وَمَنْ المؤكد أَنَّ مِيثَاق جَامِعَة الدُوَل العَرَبيَّة وَجَاءَ بصيغة لَمْ تحقق أماني الأُمَّة العَرَبيَّة وحتى أماني الحُكَّام الَّذِينَ وقعوا المِيثَاق بسبب هيمنة المَصَالِح الأجنبية والعمل بما أملاه الأجنبي، وَكَانَ المفروض أَنَّ يستغل الحُكَّام العَرَب الَّذِي ورثوا هَذَا الحدث التاريخي، وان يطوروا هَذَا الكيان نحو تَحْقِيق مصالحهم ولو بصورة الجرعات الخفيفة خلال العقود الَّتِي مرت، واستغلالهم حالة التوازن الدولي الَّتِي كَانَت قائمة خلال هَذِهِ الحقبة، ويجعلوا مِنْ النِظَام الَّذِي جاءت به الجَامِعَة النواة الَّتِي يمكن أَنَّ تحقق أماني الأمة العربية، خاصة وان المجموعات الدَوْلِية تسير فِي الوقت الحاضر نحو التكتل فِي إطار منظمات دَوْلِيَّة قادرة عَلَى تحقيق أهداف أمنية وعسكرية واقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية. وبعد ظهور العولمة وإنشاء مُنَظَمة التجارة الْعَالَمِيَّة عام 1994، أَصْبَحَ النِظَام الْعَالَمِي الجَدِيد يعاني مِنْ الهيمنة الأمَرِيكِيََة تحت غطاء حُرِّيَّة التِّجَارَة الْعَالَمِيَّة. لِهَذَا فَقَدْ ذهبت العَدِيدُ مِنْ الدُوَلِ إِلَى التكتل مَعَ بعضها لمواجهة هَذِهِ الهيمنة. فبرز الاتحاد الأوربي قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية كبيرة. وظهرت مجموعة آسيان كقوة اقتصادية كبيرة. كَمَا ظهر الكومنولف الروسي كمحاولة لمواجهة العولمة. وأجريت تعديلات جوهرية عَلَى الوحدة الأفريقية بموجب اتفاقية عام 2002. وَعَلَى الرَغْم مِنْ هَذِهِ التكتلات فَقَدْ زادت الهيمنة الأمَرِيكِيَّة فِي العَالَم وخاصة فِي الوَطَن العربي. واستطاعت أَنَّ تحتل الدُوَل النفطية الخليجية تحت ستار اتِّفَاقِيات الحماية الدَوْلِية واحتلال العِرْاق عَسْكَرِيا فِي حرب مدمرة، عام 2003، وأصبح محتلا قانونا بقراري صادرين مِنْ مَجْلِس الأمن فِي السنة نفسها. ويعد الوَطَن العَرَبيٍ مِنْ أكثر المجتمعات الدَوْلِيَّة توحدا، إِذْ تتوافر فيه عوامل التكتل والانسجام. وَكَانَ مِنْ المفروض أَنَّ تَكُون الجَامِعَة العَرَبيَّة قادرة عَلَى حِمَايَة الأمة العَرَبيَّة وتعزز قدرتها فِي مواجهة النظام الدَوْلِي الجَدِيد. وان تَكُون وحدة العَرَب نبراسا للأمة الإسْلامية وقوة لها. ذَلِكَ أَنَّ قوة العَرَب تعد قوة للمسلمين وضعف العَرَب ضعفا للمسلمين.

وتأتي هذه الدراسة كمحاولة لتقويم جامعة الدول العربية وبعث دورها القومي والحضاري وإذكاء قدرتها على مواجهة التطورات التي يشهدها المجتمع الدولي.

2,300.00 د.ج
Quick View