التجارة عبر الحاسوب ماهيتها إثباتها وسائل حمايتها

عدد الصفحات : 304 صفحة

انطلاقاً من حرص كل من المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة على تنفيذ التزاماتهما الدولية ومواكبة التطورات والمستجدات الاقتصادية وتشجيع حركة الاستثمار وجذب رؤوس الأموال للاستثمار داخلها، قام المشرع في كلا الدولتين بسن قانــون للتجارة “الالكترونية” حيث تمت تسميته وفقاً للنسخة الأردنية بقانون المعاملات “الإلكترونية” رقم 85 لسنة 2001، بينما تمت تسميته طبقاً للنسخة الإماراتية المتمثلة في إمارة دبي بقانون “المعاملات والتجارة الالكترونية” رقم 2 لسنة 2002، وعلى الرغم من اختلاف تسميات هذا القانون إلا أنه في كلا النسختين يعالج نفس الموضوع المتمثل بالتجارة التي تتم عبر جهاز “الكمبيوتر” فيبين ماهيتها وآلية القيام بها ويحدد طرق إثبات مخرجاتها ويقرر لها حداً أدنى من الحماية القانونية بشقيها المدني والجزائي. وليس من المبالغة في شيء القول إن موضوع المعاملات “الإلكترونية” عموماً والتجارة “الإلكترونية” خصوصاً ومنذ اللحظة التي ظهر فيها هذا النوع الجديد من التعامل التجاري ولَّدت ولا تزال عند معظم الباحثين والدارسين والمهتمين على حد سواء رغبة جامحة في تناولها كمادة لأبحاثهم ودراساتهم ومؤلفاتهم، في محاولة منهم لسبر أغوار هذا النوع الجديد من التجارة وكشف اللثام عن ملامحها وتوضيح صورتها وبيان أحكامها وطرق حمايتها وتحديد القوة التي تتمتع بها مخرجاتها في الإثبات، وبيان القانون الواجب التطبيق عليها. وبناءً على ما تقدم تأتي هذه الدراسة التي نتمنى لها أن تشكل مع غيرها من المؤلفات التي سبقتها وتلك التي قد تتبعها إجابة شافية للعديد من الأسئلة والاستفسارات التي طالما جالت في خاطر ووجدان العديد منّا حول هذا النوع الجديد من التعامل التجاري بين الأفراد والدول، والتي تشير كافة الإحصائيات المتخصصة أن رسمها البياني في ارتفاع مستمر ومطرد الأمر الذي يدل على أنها تلعب دوراً مهماً وبارزاً في تطور التعاملات التجارية وبالتالي تنمية وازدهار الحركة الاقتصادية. وقبل الدخول في موضوع هذه الدراسة لا بد لنا من توضيح أمر في منتهى الأهمية وهو أن دراستنا للتجارة “الإلكترونية” سيكون من خلال التصدي لكل من قانون المعاملات “الإلكترونية” الأردني ونظيره الدبوي، حيث نعتقد جازمين أن التجارة التي تتم عبر جهاز الحاســوب مــا هي إلا نـوع من أنواع المعاملات “الالكترونية” التي تشمل كافة المعاملات التي تتم وتنجز عبر جهاز الحاسوب سواء أكانت تجارية أم مدنية الطابع، فالمعاملات تشمل كافة الأنشطة المتبادلة بين الأفراد والتي تشمل دونما شك المعاملات التجارية، ولهذا نجد أن مشرع إمارة دبي قد سمى القانون الخاص بالمعاملات “الإلكترونية” قانون المعاملات والتجارة “الإلكترونية” وذلك لدلالة على كافة المعاملات التي تتم عبر الحاسوب وكذلك لإبراز أهم هذه المعاملات ألا وهي المعاملات التجارية، ونعتقد بأن التوفيق قد حالف موقف وسلوك المشرع الدبوي في هذا الصدد أكثر منه بالنسبة لموقف المشرع الأردني الذي سن قانوناً للمعاملات “الإلكترونية” منذ حوالي أربعة أعوام بينما نجده حتى هذه اللحظة لم يستطع تمرير قانون خاص بالتجارة عبر الحاسوب، وكأن التجارة “الإلكترونية” تختلف عن غيرها من المعاملات التي تتم عبر الحاسوب، ولهذا نقرر أنه لا يوجد ما يبرر سن قانون خاص بالتجارة الإلكترونية في الأردن ــ كما هو جار العمل حالياً ــ خصوصاً وأن قانون المعاملات الإلكترونية قد احتوى على كافة الأحكام التي تنظم وتستطيع أن تتحكم بالأنشطة التجارية التي قد تتم وتنجز بين طرفين عبر الحاسوب، فبدلاً من تضييع الوقت بين سن قانون خاص بالتجارة “الإلكترونية” كان من الممكن ــ ولا يزال ــ الاعتماد على قانون المعاملات “الإلكترونية” لمعالجة وتنظيم أحكام هذه التجارة، خصوصاً وأن القانون الخاص بهذه الأخيرة لن يتضمن إلا نفس الأحكام المنصوص عليها في القانون الخاص بالمعاملات “الإلكترونية” وذلك ليس بسبب قلة الحيلة التشريعية أو عدم القدرة على صياغة القوانين بل لأن الحديث عن التجارة “الإلكترونية” ما هو إلا تكرار لنفس الحديث عن المعاملات “الإلكترونية”، ولمن يريد أن يتأكد من صحة وسلامة هذه الملاحظة ما عليه سوى مراجعة قانون المعاملات الإلكترونية المطبق حالياً ونصوص مشروع القانون الخاص بالتجارة “الإلكترونية” ليتأكد على الفور بأن كلا التشريعين يشكلان وجهان لعملة واحدة مع وجود بعض الرتوش والتحسينات هنا وهناك والتي لا تغير من الجوهر شيئاً. وانطلاقاً مما سبق تأتي هذه الدراسة والتي عنونّاها بالتجارة عبر الحاسوب ولم نعنونها بالمعاملات عبر الحاسوب ــ لبيان وتوضيح والتأكيد على أهمية التجارة التي تتم عبر الحاسوب في وقتنا الحاضر والتي قد لا نبالغ إذا قلنا إنها استوعبت كافة أشكال التعاملات الأخرى التي تتم عبر الحاسوب ــ من خلال التصدي لتعريفها ومن ثم بيان أحكامها وتحديد طرق إثبات مخرجاتها والتعرف على وسائل حماية ممارستها سواء من الناحية الجزائية أو المدنية وأخيراً تحديد القانون الواجب التطبيق عليها. وقبل أن نشرع في دراستنا هذه لا بد من التمهيد ولو بإيجـاز لموضوع التجـارة “الإلكترونية” فنتعرف على كيفية نشأتها وآلية عملها ودورها ووظيفتها وأهميتها على الصعيد الاقتصادي.

2,300.00 د.ج
Quick View

التحكيم أحكامه ومصادره 1/4

عدد الصفحات : 2170 صفحة

بات امرا معهودا ملاحظة التطور الذي تخطوه القوانين على مر الزمن وكذاك الأمر بالنسبة لصدور تشريعات جديدة منبثقة عن حاجات المجتمع الوطنية او الدولية.

وهذا فقد شهد القرنان السابع عشر والثامن عشر على سبيل المثال تطورا ملحوظا للقانون البحري وذلك عقب التطور الذي حصل في نطاق التجارة البحرية كما شهد القرن التاسع عشر ظهور المسؤولية الموضوعية دونما خطأ مقترف وذلك عقب الثورة الصناعية وبروز التحول نحو الالة كما برز في نهاية القرن العشرين قانون للنقل جديد هو القانون الجوي, وذلك ناتج بالطبع عن ظهور الوسيلة الجديدة للنقل والمشاكل القانونية الناتجة عنها.

وينطبق هذا الواقع التطوري على موضوع التحكيم الذي لم يكن بامكانه ان يقف مكتوف اليدين تجاه التحولات العميقة التي طاولت التجارة الدولية وما رافقها من تطور بالغ الأهمية وذلك منذ بداية هذا القرن وخاصة منذ الحرب العالمية الثانية وهكذا فان التحكيم قد اندفع نحو التكيف مع المعطيات الجديدة للتجارة الدولية ليؤمن للنزاعات الناشئة عنها الحلول المناسبة التي تحتاجها والمتسمة بخاصية السرعة والضمانة والعدالة وبالتالي فان الفلسفة التحكيمية والتطبيق التحكيمي قد تعرضا لخضة عنيفة.

في اطار هذا التطور الهام الحاصل في دور التحكيم الدولي وخاصة في العلاقات ما بين البلدان الصناعية وبلدان العالم الثالث يستحق الأمر تخصيص حيز للتحكيم من مختلف جوانبه هكذا خصص الدكتور عبد الحميد الأحدب لذلك كتابه الذي بين يدينا والذي جاء في أربعة أجزاء.

الكتاب الاول : التحكيم مفهومه وأحكامه درس مفهوم التحكيم وفلسفته وتاريخه ثم بعد ذلك عالج التحكيم في الشريعة الاسلامية لأن أنظمة التحكيم العربية متأثرة بالشريعة شأنها في ذلك شأن مجمل الفكر القانوني العربي ومن ثم عمد الى عرض الأنظمة القانونية الثلاثة التي أخذت عنها القوانين التحكيمية الأنجلو أمريكي نظام التحكيم في البلاد الاشتراكية ثم درس التحكيم بالصلح, وأخيرا درس وضع الدولة في التحكيم والحصانة التي تتمتع بها ودور التحكيم في الاستثمار الأجنبي.

وفي الكتاب الثاني : التحكيم في البلاد العربية درس التحكيم في 17 دولة عربية واعتمد في ذلك على الفقه والاجتهاد في كل بلد عربي وتطرق الى المشاكل التي تعترض التحكيم الداخلى والدولى. وقبل ان يدخل في دراسة التحكيم في كل بلد عربي عرض لمحة عن النظام القانوني والقضائي.

في الكتاب الثالث : درس اولا متى يكون التحكيم دوليا ثم اعتمد في دراسة التحكيم الدولي على المرتكزات الاتية

1 اتفاقية نيويورك بشان الاعتراف وتنفيذ أحكام المحكمين الأجنبية سنة 1958.

2 اتفاقية جنيف الأوروبية سنة 1961

3 اتفاقية موسكو بين الدول الاشتراكية سنة 1972

4 قواعد تحكيم الانسترال (لجنة الأمم المتحدة للقانون التجاري الدولي) 1976, والقانون النموذجي للتحكيم التجاري الدولي المعتمد من الانسترال سنة 1985

5 اتفاقية البنك الدولي سنة 1965

6 اتفاقية تسوية منازعات الاستثمار بين الدول المضيفة للاستثمارات العربية وبين مواطني الدول العربية الأخرى

7 اتفاقية عمان العربية للتحكيم التجاري

8 الهيئات الدائمة للتحكيم الدولي

والكتاب الرابع : وثائق تحكيمية الى جزئين في الجزء الأول لخص مجموعة من الأحكام التحكيمية التي شاركت في وضع بعضها, وهي تعطى صورة عن المشاكل التي تعرض على التحكيم والطريقة التي يحسم بها التحكيم مشاكل التجارة والتوظيف الدوليين. وضمن الجزء الثاني نصوص قوانين التحكيم في سبعة عشر بلدا عربيا, ثم الاتفاقات الدولية التي ترعى التحكيم الدولي كذلك أنظمة الهيئات الكبرى للتحكيم الدولي.

9,500.00 د.ج
Quick View

التحكيم التجاري البحري دراسة قانونية مقارنة

عدد الصفحات : 264 صفحة

بما ان التجارة البحرية هي عماد التجارة الدولية لرخص وسائل النقل فيها، وحيث مشارطة الايجار وسند الشحن هما اهم وثيقتين تحرران لإبرام عقود النقل البحري الذي مثل بدورة اهمية كبيرة لعموم الدول واللعراق والدول العربية بصفة خاصة ، فقد اصبح من الضروري ان يضمن الافراد العقود المذكورة تفاقيات للتحكيم يقررون فيها إخضاع النزاعات التي تنشا عن ممارستهم لذلك النشاط الى التحكيم ومن ظهرت صيغ متعددة لاتفاقيات التحكيم سواء أكانت تلك في سندات الشحن ام في مشارطات إيجار السفن وقد كان بعضها موافقا وموافقا للقانون ولحاجة التجارة الدولية وبعضها الاخر لم يكن كذلك كما انه يحقق مصلحة طرف دون اخر، الامر الذي يجعل المسؤولين للبحث عن الصيغ التي توازن بين مصلحة الطرفين، وكذلك حاجات التجارة الدولية والغرض من التحكيم هذه الاسباب والعوامل كلها تجسد اهمية موضوع التحكيم التجاري البحري والدافع وراء البحث فيه .حيث بين هذا الكتاب مفهوم سند الشحن وشكله ووظيفته والبيانات الموجودة عليه، كما يشير انواع سندات الشحن والتي تقسم بدورها اى سند الشحن العادي والسند برسم الشحن وسند الشحن المباشر ويضاف الى ذلك توضيحه لمفهوم مشارطة ايجار السفن وانواع هذه المشارطات كما يتابع الحديث عن التحكيم كواحد من اهم الانظمة لذا فهو يتناول مفهوم التحكيم وطبيعة انواعه ولا ينسى الاشارة الى تقسيمات التحكيم المختلفة بناء على اسس معينة .

2,100.00 د.ج
Quick View

التحكيم التجاري الدولي دراسة مقارنة لأحكام التحكيم التجاري الدولي

عدد الصفحات : 478 صفحة

اصبح التحكيم في الوقت الحاضر اهم وسيلة يرغب المتعاملون في التجارة الدولية باللجوء اليها لحسم خلافاتهم الناتجة عن تعاملهم فلا يكاد يخلو عقد من عقود التجارة الدولية، من شرط يصار بموجبه الى اتباع التحكيم عند حدوث نزاع او خلاف يتعلق بتفسير او تنفيذ العقد المذكور، ذلك لان العقود الدولية تختلف عن العقود الخاصة بالتعامل الداخلي. حيث ان هذه الاخيرة تحكمها قواعد القانون الداخلي، اما العقود الدولية فتكون في الغالب بين اطراف تنتمي الى دول مختلفة، وتختلف قوانين تلك الدول في معالجة القضايا التي تطرح نتيجة الخلاف بين الاطراف، في الوقت الذي نجد فيه على الصعيد الدولي قواعد للتحكيم اصبحت معروفة ومتبعة من قبل التجار، والامر الاخر الذي جعل الاقبال شديدا على حسم المنازعات بالتحكيم، هو تجنب المتقاعدين عرض خلافاتهم لحسمها من قبل محاكم دولة الطرف الاخر لما في ذلك من تحمل لرسوم وتكاليف باهظة واستغراق وقت طويل، ولما يتضمنه الحكم القضائي من عنصر الاجبار والقسر في حالة عدم تنفيذه. ولهذا السبب نجد ان الطرفين يتذرعان بعدم معرفتهما بالنظام القانوني والقضائي لدولة الطرف الاخر، لكي يستبعدا عرض النزاع على القضاء الوطني والسبب الحقيقي في الغالب هو عدم الثقة بالنظام القضائي لدولة الطرف الاخر في العقد. يضاف الى ذلك ان التحكيم يستند في الاساس الى ارادة الطرفين، اللذين يختاران الاشخاص الذين يتولون مهمة التحكيم من بين المعرفون لديهم، وممن يتصفون بمعرفة نوعية التعامل التجاري الذي حدث النزاع بسببه، ومن المعروفين بحيادهم واستقلالهم. وللطرفين ايضا حرية اختيار مكان التحكيم، والقواعد الواجبة التطبيق على سير اجراءات التحكيم، وعلى موضوع النزاع. كل هذه الامور تجعل اطراف النزاع على ثقة من ان نزاعهما سوف تتم تسويته بشكل عادل وقانوني. الامر الذي يجعل تنفيذ القرار التحكيمي يتم في الغالب بشكل طوعي وليس قسرا وهذا ما يجعل العلاقة بين الطرفين مستمرة، والتعامل التجاري مستمرا بينهما دون ضغينة او قطيعة. وبانتشار التحكيم في مجال التجارة الدولية، وجدت مراكز للتحكيم ومؤسسات متخصصة بالتحكيم، اصبح لها مكانة دولية ونشاط واسع في تسوية مئات القضايا التي تعرض للتحكيم سنويا. وقد ساهمت المنظمات الدولية، والمؤسسات المعينة بالتحكيم، بوضع قواعد خاصة بالاجراءات التي تتبع في سير عملية التحكيم. كما اصدرت دول عديدة قوانين حديثة تعالج مسائل التحكيم الدولي، بعد ان كانت قوانينها، تقتصر على معالجة قضايا التحكيم الداخلي. ونتيجة لاهمية التحكيم في المجتمع الدولي، وضعت لجنة القانون التجاري الدولي التابعة للامم المتحدة، قواعد خاصة بالتحكيم سميت بقواعد التحكيم للجنة المذكورة، ووضعت هذه اللجنة كذلك قانونا سمى بالقانون النموذجي للتحكيم، يمكن للدول، ان تتخذه مصدرا ودليلا، لتطوير قوانينها الخاصة بالتحكيم. بحيث تجعلها منسجمة مع التطورات التي حصلت في هذا المجال على صعيد المعاملات التجارية الدولية. ومنذ بداية القرن العشرين عقدت عدة اتفاقيات جماعية وثنائية بين الدول لمعالجة مسائل التحكيم في العلاقات التجارية وكيفية تنفيذ القرارات التحكيمية. ولاهمية التحكيم في التجارة الدولية اصبحت تعقد المؤتمرات والندوات العلمية من اجله سنويا كما ان هناك عددا كبيرا من المجلات العلمية المتخصصة بالتحكيم ومتابعة اخر التطورات القضائية والفقهية تصدر في هذا المضمار. اما عن التحكيم في الدول العربية، فقد كان معروفا قبل بزوغ الاسلام وبعده ولكن بشكل يختلف بعض الشيء عن التحكيم في الوقت الحالي. وفي المجال الاقتصادي العربي نجد ان الدول العربية اصبحت قوة اقتصادية كبيرة بعد نيل استقلالها وسيطرتها على ثروتها الطبيعية وقيامها بتنفيذ خططها التنمويه، حيث حاولت في بادئ الامر ان تتجنب في علاقاتها التجارية مع الدول الاجنبية وضع شرط التحكيم في العقود، ولكن حرصها على تحقيق البناء الحضاري والحصول على التكنولوجيا الحديثة جعلها في نهاية المطاف تساير ما هو معمول به في التعامل التجاري الدولي وذلك بقبولها شرط التحكيم في تعاملها مع الدول الصناعية. اما في علاقات الدول العربية فيما بينها فان شرط التحكيم يجد مكانه في التعامل التجاري العربي ولهذا عقدت اتفاقيات عربية عديدة تعالج مسائل التحكيم وتنفيذ قراراته فيما بين الدول العربية. ولقد فكرت منذ زمن ليس بالقصير باعداد كتاب يبحث في مختلف جوانب التحكيم واخر التطورات التي حصلت بهذا الشان في المجالين القضائي والقانوني على الصعيدين الدولي والوطني. والامر الذي دفعني الى محاولة اعداد مثل هذا المؤلف، هو اطلاعي على مختلف القواعد التحكيمة، والذي وفر لي مثل هذه الفرصة، هو مساهمتي في اعمال لجنة القانون التجاري الدولي التابعة للامم المتحدة منذ عام 1980 بصفتي ممثلا للعراق في تلك اللجنه المعنية بالشؤون القانونية في التجاره الدولية . كذلك عملي لعدة سنوات،كأمين مساعد أول للجنه الاستشارية القانونية الاسيوية الافريقية واشرافي من خلالها على مراكز التحكيم التي انشأتها اللجنه المذكورة في كل من القاهرة وكولالمبور، الامر الذي اتاح لي مجالا واسعا للاطلاع على اعمال المراكز التحكيمية ومتابعة نشاطتها ، يضاف الى هذا اشتراكي في بعض مجالس التحكيم الدولية ومساهمتي في عدة مؤتمرات وندوات دولية نظمت لبحث ومناقشة مختلف مواضيع التحكيم التجاري الدولي. وبعد ان قمت بتدريس هذه الماده لعدة سنوات لطلبة الدراسات العليا في كلية القانون بجامعة بغداد،وجدت من المفيد ان أعد هذا الكتاب للقارئ العربي، لكي يكون له عونا في التعرف على مختلف جوانب التحكيم التجاري الدولي، ومعرفة دقائق الاحكام الخاصة به لما له من أهمية كبرى في تعامل الدول العربية مع الدول الصناعية ،افراد ومؤسسات، حيث تتمسك هذه الأخيرة بوضع شرط التحكيم عند تعاقدها مع الدول الاخرى وبالاخص مع الدول النامية. ارتأينا في دراستنا هذه البحث عن التحكيم التجاري الدولي. التعرف أولا على أهمية التحكيم من خلال الاتفاقيات الدولية والاقليمية العربية والاجنبية التي عقدت في هذا المجال، ثم درسنا احكام التحكيم منذ اتفاق الطرفين المتعاقدين على اتباعه لحسم خلافاتهم، لحين اصدار القرار التحكيمي وتنفيذه او الطعن فيه، ولم تقتصر دراستنا على احكام التحكيم التجاري الدولي ، بل شملت التحكيم بوجه عام،وذلك لان التحكيم الدولي قد يخضع لاحكام القانون المحلي سواء أكان ذلك بالنسبة للاجراءات او للقانون الذي يطبق على موضوع النزاع. كما ان تنفيذ القرار التحكيمي يخضع في الغالب للقواعد الاجرئية القانون البلد المراد تنفيذ القرار فيه. حاولنا ان تكون هذه الدراسة مستندة على الواقع النظري والعملي ولم نهمل الاشارة الى الاحكام التي وردت في مختلف القوانين الاجنبية والعربية، كما خصصنا الباب الاخير للتعرف على موقف الدول العربية وتشريعاتها من التحكيم التجاري الدولي وانتهينا بالتعرف على موقف العراق من ذلك. اردنا ان نجمع في هذا الكتاب كافة جوانب التحكيم التجاري الدولي، ولكن الكمال لله وحده. وان ما نرجوه ان يكون ذا فائدة للعاملين في حقل العقود التجارية الدولية والمعنيين في شؤون التحكيم.

2,900.00 د.ج
Quick View