فلاسفة يونانيون من طاليس إلى سقراط

عدد الصفحات : 244 صفحة

يشتمل هذا البحث على دراسة للفلسفة اليونانية في عصرها الأول الذي يتحدد عادة بما قبل سقراط، إعتباراً من بداية القرن السادس قبل الميلاد وحتى منتصف الخامس منه، حيث ظهرت سمات هذا الفكر متمثلة بالفلسفات الطبيعية، فكان لها من المنجزات في هذا الحقل ما دهش له الفكر الإنساني مئين عدداً، وما زال محط التقدير والإعجاب لدى الإنسان المعاصر.

ولقد ارتسمت معالم هذا الإبداع الأصيل في الإهتمام البالغ الذي سلّطه الفكر اليوناني نحو الكون المحيط بالإنسان ونظامه ومشكلات الحياة العامة المتعلقة بالمعرفة والأخلاق، فكانت فلسفته تلك عنصراً من عناصر الحياة الحضارية، ودلالة عميقة على التقدم والتطور؛ حاول من خلالها تنسيق صورة صادقة لروح الشعب وطبيعته محدداً نظرته الشاملة المبرأة من شوائب الأساطير والشعبذات الدينية، سالكاً في تحقيق هدفه هذا طريقاً عملياً ونظرياً معاً، بحيث أدى به هذا النتاج الفكري إلى تثبيت حرية الفرد وإستقلاله عن التأثيرات اللاشعورية التي كانت تتحكم فيه، فأشاد الفلسفة على أنها (مواقف) عملية للحياة يتميز فيها الأفراد وتنتظمها الجماعات، وسلك في التعبير عن تلك المواقف مسالك رائعة حقاً؛ تحمل أسلوباً شعرياً تارة ونثرياً أخرى، يشبه إلى حد كبير عملية الفنان الأصيل سواء بسواء…!.

وفي الصفحات التاليات تصوير لهذه البواكير النامية قدمها المؤلف للقارئ بسبيل موضوعي خالص، معتمداً في ذلك إطارها التطوري العام؛ حيث أكد بصورة واضحة على المقولات الفلسفية الكبرى في الفكر اليوناني التي لا يزال تأثيرها مستمراً في الفلسفة الحديثة المعاصرة، مستخدماً الطريقة النقدية والتحليلية، وملتزماً المنهجية العلمية.

3,100.00 د.ج
Quick View

فلسفة الحب مختارات فلسفية جزء 1

عدد صفحات : 440 صفحة

الحب ليس مصادفة سعيدة، ولا هبة من القدر، بل هو فن رفيع يتطلب من الإنسان سعياً إلى الكمال الذاتي، وإبداعاً، وحرية داخلية. إن الحب الحقيقي المشبع بالقيم السامية ما زال نادراً، وذلك لأن الكثيرين ليسوا مهيئين له بعد، بل إنهم يخافونه؛ فهذا الحب يتطلب “روحاً حية” ، ونكراناً للذات، واستعداداً للفغل والقلق والاهتمام.

كما أن عمق الحب، وكثرة أنواعه لا يتحددان بموضوع الحب وحده، إنما أيضاً بتهذيب القدرة ذاتها على الحب، وتطور الصفات الإنسانية لدى المحب.

2,300.00 د.ج
Quick View

فلسفة الحب مختارات فلسفية جزء 2

عدد الصفحات : 578 صفحة

الحب لم تمنحه الصدفة او يهبه القدر، وانما هو فن رفيع يتطلب منا السعي الى الكمال الذاتي بحرية داخلية.. دراسات عديدة لمجموعة مؤلفين تبحث هذا الموضوع في كتاب (فلسفة الحب) والصادر عن دار (المدى) للثقافة والنشر بترجمة هيثم صعب، وعلى جزءين يؤكدان على ان القيم الانسانية السامية تسهم بتهذيب قدرتنا للوصول الى حب حقيقي مقترن بحميمية الإحساس كشعور ذاتي مستقل يحمل في طياته بوادر أنسنة الإنسان..

 

 

 

وتكشف لنا فنون العصور القديمة أن أنكيدو بطل ملحمة جلجامش الذي عاش في السابق بين الوحوش البرية، لم يدرك الحب، ولكن بفعله أصبح كائناً آخر، أكثر ذكاء وأعمق فهماً، أي صار إنساناً يمتلك قوة خاصة تدفعه للتغني بالحب بوصفه الاكتشاف العظيم للإنسان تجاه الإنسان.. وان ولادة الشعر الغنائي ذاتها تؤكد أن الوعي التداخلي القديم بلغ مرحلة أزمته فاستعد للخروج من مسرح التاريخ مخلياً مكانه لنمط جديد من الوعي، وعلى أرضية التداخلية الناضجة والمشرفة على نهايتها نمت التراجيديا الكلاسيكية عند القدماء، والتي كانت علاقة الحب فيها مميزة وفريدة، فالحب غالباً ما يصنع شخصية الإنسان التي تميزها صفتان جوهريتان الحرية والمسؤولية الأخلاقية.. وصورة الإيروس عند سقراط وأفلاطون هي وسيط بين العالمين المادي والمثالي، إنه النزوع ذاته نحو الجمال بصورته الخالصة، نحو فكرة الجمال.. ودعت المسيحية ذاتها لأخلاق وقوانين جديدة لم تكن من قبل في وجودها الإنساني، واصبح لها فهم جديد للإنسان ومكانه في هذا العالم، باعتبار أن الحب في العهد الجديد هو الحد الأعلى للكمال الوجودي والأخلاقي للإنسان.. شرع أوغسطين في رؤية محنة الإنسان ليس كونه مثقلا بالمادة لأنه يقف على واحدة من أدنى درجات الفيض، بل في صورة الرب المحتجبة بداخله، وتحت غطرسته قبل أي شيء، لذا باتت مأساة الإنسان الكبرى تكمن لا في تثقيله بالمادة، بل في تواضع الروح لديه، وأمسى من الضروري له زهد الروح، بل زهد الطاعة.. ومنذ زمن غريغوري ترسخت بقوة في وعي المسيحيين البيزنطيين فكرة الفهم الروحي لعناصر الشهوانية الجسدية في الكتاب المقدس، فالتراكم الخاص لطاقة الإيروس الروحي وتوجيهها تمارسها في المسيحية مجموعة من المؤمنين المنقطعين إلى هذا الغرض بالذات، فشكل مذهب الإيروس الإلهي الأسس العميقة للروحانية المسيحية ـ البيزنطية، تلك الشهوة التي توثق العقل بالتأملات الروحية، وامتثل الحب هنا كعامل قوة معرفية في مقابل الرؤية الجمالية الصوفية المتطرفة نعيم شهوة الحب المقدس، وضعوا الرؤية الجمالية الإيروسية، لذلك تعد النظرية المسيحية ـ البيزنطية معلماً بارزاً في تاريخ الثقافة أعاد عصر نهضة الإنسان إلى الطبيعة، وتراجعت مسألة الحب الإلهي مقابل الحب الأرضي الذي لم يتسن لأحد من قبل أن يجتثه فقد أخذ يشغل بقوة عقول الشعراء والفلاسفة.. ثم انتهت الفترة القصيرة التي ساد فيها المذهب الحسي في الأدب الفلسفي عن الحب بصعود المرحلة الرومانسية، وأعلن أن الحب يولد حيوات جديدة، وتكمن قداسته في الحساسية والعقل والواجب والميول التي تأتلف في النفس الجميلة بانسجام.. ويرى شليغل في الحب تأكيداً أنطولوجيا لذات الإنسان المنحل في هذا العالم والمنبثق منه في آن معا، أما فيورباخ فقد ألّه الإنسان ذاته، كما أله العلاقات بين البشر، مظهراً عظمة الأهواء الإنسانية السليمة واللامحدودة ووضع الإنسان بحاجاته وطموحه ومشاعره في مركز اهتمام الفلسفة، لقد أنسن الفكر. بينما اعتبر نتيشه الإلهام في الحب مجرد إلهام للحساسية، بمعنى مقدرة على الفهم الحاد والثاقب، في حين رفع فرويد من شأن الجانب النفسي للحب في مقابل الثقافة الاجتماعية التي رأى فيها سجانا، يقيد ويحطم الدوافع البشرية الطبيعية.. بقيت التعاليم المسيحية عن القلب والحب حاضرة في الفلسفة الروسية، حتى بدايات القرن العشرين، ضمن ملامح حلقة الأبدية، والدائرة الميتافيزيقية لحب الإنسان للخالق وللآخر.. وقارن سولوفيوف الحب بالحقيقة بوصفها قوة حية تستحوذ على الكيان الداخلي للإنسان، وتخرجه من حالة تأكيد الذات الكاذب الى مبدأ الاستعادة المرئية لصورة الرب في العالم المادي.. أما الحقيقة الحياتية تنكشف لدوستويفسكي في القوة الداخلية للحب والتسامح، من حيث إنهما أساس وقاعدة راسخة لمملكة الحقيقة، مشعل ومرفأ السعادة لروح الإنسان المعذبة.. ويعود تحديد هذا المطمح الكبير إلى أفلاطون المتنبئ الأصيل والميتافيزيقي العميق الذي أكد أن الولادة هي حصة الخلود والأبدية المخصصة للكائن الفاني، فخلف الأسرار يقبع توجه إرادي ـ انفعالي نحو تكثيف بالغ المدى للطاقة الجنسية من أجل تحقيقها في أشكال عليا من دون أن تفقد قيمتها الحيوية، أو لهيبها وحميتها، وبذلك يجسد إله الحب إيروس مكانة الإنسان في التراتبية الكونية، أي أنه خلاصة الإنسان بوصفه مبدأ السعي الأبدي.. وطور الفكرة سولوفيوف مضيفاً إن الحقيقة التي لا تتذكر صلة الرحم ليست بحقيقة، والطاقة المظلمة اللاواعية، المولدة للنوع يجب أن تصعد وتتحول إلى طاقة نورانية وواعية وخلاقة وموجهة إلى إدراك العالم وتنظيمه وبعث الروح فيه، وإلى استرجاع الحياة الضائعة وتحويلها وثيق الارتباط بتجدد الكون، وبإعادة تنظيم أشكال الزمان والمكان فيه، وبعث الروح في المادة، وبذلك يكون الإنسان هو الكائن في العالم الطبيعي، والنهاية الفعلية لعملية بناء العالم.. ومن دون الحب لا يمكن أن يتشكل المظهر الأخلاقي للإنسان، فالحب هو الجواب الوحيد عن إشكالية الوجود الإنساني، وهو وعي صوفي لجوهر الحياة، صلاة للسماء كما قال الرومانسيون الحب الإنساني ليس مبدأ فطرياً غريزياً، بل إنه نتاج جهود خاصة، إنه جهد الإنسان أن يبقى حياً مهما كلفه الأمر، والجانب الأهم في الحب هو أن فيه يحدث إبداع الإنسان لذاته، خلق الإنسان كامل القيمة. فالحب يحتاج إلى الحرية الداخلية، والاستعداد للفعل، كما يحتاج إلى روح حية مستعدة دائما أن تستجيب للنداء، أي أن الحياة في الحب بهذا المعنى هي حياة بمسؤولية شخصية مستمرة. أما فكر القلب فهو نبأ الوجود في الإنسان.. وبرغم أن فصل الجنس عن المشاعر، ووضعه على سكة الإباحية التامة شطر الإنسان إلى جسد وروح، وحوله إلى ما يشبه الروبوت البيولوجي، إلا أن الغريزة الجنسية بقيت مصدراً لأسمى التجليات الأخلاقية، كما أكد ميتشنيكوف إن إدراك الحب في حياة الإنسان يمضي بطرق شبيهة بطرق المعرفة عموماً، وفي كل قرن جديد تنكشف آفاق رحبة أمام الإنسان، وتتفتح عوالم جديدة في فضائه الروحي، لذلك تبرز الحاجة إلى الحساسية التي هي وحدة المادي والروحي، وان تهديم الحب العنيف والعدواني مرتبط لا بالنزعة الاستهلاكية فقط، بل أيضا بنزع القدسية عن الحب، وإهدار فرادته الوجودية، وأصالته الإنسانية، وحميميته العميقة.. ويؤكد الفيلسوف الوجودي مارسيل أن الخالق هو الحب ذاته، لذلك فإن الحب إلهي ومقدس، وهو أساس العالم الإنساني، والأهم من بين المقدسات التي أضاعتها الإنسانية المعاصرة إلى جانب فقدانها الرحمة والضمير والإيمان والأمل. ‏وإذا نضج انموذج الحب المشرق في نفس الإنسان حينئذ لن يكون الإنسان ملتهما لأي شيء، فالحب لا يقوم الأمر على التجسس، بل على الإلهام والإبداع، كما أن ثقافة الحب ترتبط مباشرة بالثقافة العامة للإنسان، وبالثقافة الجمالية والأخلاقية قبل أي شيء آخر، فكيف يكون الإنسان يكون حبه.. ويقسم إيفين عالم الحب إلى تسع دوائر، في الأولى الحب الجنسي الإيروسي الذي يعتبره سولوفيوف التفتح الأرقى للحياة الفردية، وفي الثانية حب القريب، الذي لا يشمل مشاعر القرابة فحسب، إنما الحب لكل من دخل حياتنا أيضا، وبات مرتبطا بها بقوة وثبات. وتثير الاهتمام فكرة فروم بأن ثمة ضميراً أبوباً وآخر أمومياً في كل إنسان، يمثلهما الصوت الذي يأمر بتنفيذ الواجب، والصوت الذي يوصي بحب الناس والغفران لهم ولأنفسهم.. ودائرة الحب الثالثة هي حب الإنسان، يليها حب الوطن، ثم حب الطبيعة، وحب الحقيقة والخير والجمال وحب النظام.. ومن دائرة إلى أخرى تنخفض فعالية الحب وإحاطته بكل جوانب النفس الإنسانية، لكن يبقى ثمة تشابه جوهري عميق بين أنواعه المختلفة، لأن الحب هو التجلي الأرفع للطبيعة الاجتماعية الإنسانية.

2,300.00 د.ج
Quick View

فلسفة العلوم الطبيعية

عدد الصفحات : 368 صفحة

ان هذا الكتاب عرض لبعض موضوعات فلسفة العلوم، والتي تشغل اهتمام المتخصصين في هذا الميدان اليوم، أقول أن هذا العرض يتبنى موقفا معينا من الإنتماءات المتعددة التي حاولت أن تستقطب هذه الموضوعات لتساير مذاهبها المعلنة. فإذا سلمنا بأن الحياد في الفلسفة أمر يصعب تقبله، ولا يتفق مع روح الفلسفة ذاتها، اللهم إلا إذا تحول الفيلسوف إلى مؤرخ. فقد التزمت بخطة معينة في التناول الفلسفي لهذه الموضوعات، يحتفظ من هذا الاتجاه أو ذاك بعناصر القوة والحيوية، التي تحفظ لفلسفة العلم قوتها الدافعة ودورها الإيجابي الذي رسمته لنفسها مع مطلع هذا القرن. وفي نفس الوقت، تجنب التحيزات المذهبية والرؤى الضيقة المتزمتة التي تحاول إقحام فلسفة العلم في متاهات الخلافات الفلسفية القديمة. هذا الخط الفكري – إن جاز هذا التعبير – هو محاولة لوضع إطار لمشروع مشترك بين الفلسفة والعلم، يستثمر العلاقة الصحية الخصبة بينهما لتحقيق التقدم للمجتمع الإنساني. ولكي يتم ذلك، لابد أن يعي ويلتزم ويحترم كل طرف حدوده ووظيفته. وإذا كان من حق العلماء أن يتكلموا عن أنفسهم ويعرضوا اقتراحاتهم، فإن الذي يهمنا هو الدور الذي يمكن ان تقوم به الفلسفة في هذا المشروع المقترح. هذا الدور يتبلور في نقطتين. الأولى هي ممارسة الفلسفة لوظيفتها النقدية العلمية (مفاهيم وقوانين ونظريات العلم وما بينها من علاقات) والتي تستند إلى فهم دقيق وعميق للتطورات التي لحقت بالعلم المعاصر.

وهدفها هو حماية العلم من التسلل الميتافزيقي غير المشعور به. هذا الدور يكتسب أهمية كبرى بعد تراجع الحسم التجريبي في الفيزياء المعاصرة. واعتماد العلماء على معايير أخرى في قبولهم وتفضيلهم للنظريات العلمية الجديدة. غير أنه على القائمين بهذه الوظيفة الهامة أن يلتفتوا إلى حقيقة فرضتها النتائج العلمية المعاصرة، وهى: أنه ليس كل ما هو غير تجريبي ميتافيزيقي. وإنما الميتافيزيقي هو ذاك الذي لا نستطيع أن نستدل منه نتائج تجريبية، ولو بشكل غير مباشر، فالإلكترون ذاته غير تجريبي. في حين أننا لو مررناه في وسط مشبع ببخار الماء، فإن مروره سيترك آثاراً تجريبية.

أما النقطة الثانية، فتتعلق بتحليل الفلسفة للنتائج التي يتوصل إليها العلماء في شتى فروع العلم. ليس من أجل اتخاذها فروضاً تبنى بها مذاهب فلسفية هشة. ولا سلاحاً تحارب به المذاهب الفلسفية بعضها بعضاً محتمية بثقة الناس في العلم. بل من أجل التأكيد على إيجابياتها وتعظيمها. وفي نفس الوقت لفت الانظار والتحذير من مخاطر بعض التطبيقات الخاطئة التي يمكن أن تدفع بالمجتمع الإنساني إلى هوة سحيقة. وهذا هو الدور الاجتماعي للفلسفة. قام بذلك رسل وسارتر وكارل ياسبرز في مظاهراتهم ضد التجارب النووية وخطرها على الجنس البشرى. رغم اختلاف توجهاتهم الفلسفية. أما اليوم فنحن أمام خطر آخر لعله أشد، وهو ما يعرف بأزمة الإستنساخ Clonning وتداعياتها الأخلاقية والاجتماعية والدينية، فيما لو طبقت على البشر. مرة أخرى، ألم يكن أفلاطون على حق، حينما قال بأن الفلسفة هي حارسة المدينة”.

2,300.00 د.ج
Quick View