الغش التجاري الإلكتروني وأساليب مكافحته

عدد الصفحات : 430 صفحة

لا شك أن التجارة الإلكترونية تثير العديد من المشكلات القانونية والعملية الهامة التي تحتاج إلى حل. وتلك المقدمة قد سطرتها في خطبةالكتاب لتعرف القارئ العزيز التجارة الإلكترونية وأهميتها مع بيان أساليب مكافحة الغش التجاري الإلكتروني والجرائم التجارية الإلكترونية ولتبين خطة البحث في هذا الكتاب التي قد استعنت فيها بأحدث وأهم ما كتب عن التجارة الإلكترونية لكبار الفقهاء في مصر والعالم العربي.

وفي ختام هذه السطور أرجو من المولى عز وجل أن يكون هذا الكتاب خطوة على طريق معرفة التجارة الإلكترونية فائقة السرعة والوثائق الإلكترونية في عصر تسود فيه ثقافة وتقنية المعلومات فائقة السرعة والوثائق الإلكترونية والتوقيع الإلكتروني على العقود الإلكترونية.

3,000.00 د.ج
Quick View

القانون الإداري البيئي

عدد الصفحات : 536 صفحة

بعد أن زادت الأخطار والتهديدات للبيئة الإنسانية، وفاقت الآثار السلبية لتلك الأخطار والتهديدات حدود المألوف، وكثر وقوع الكوارث البيئية هنا وهناك في شتى أنحاء المعمورة، فلم يبق أمر الإهتمام والعناية بالبيئة وعناصرها قاصراً على العلوم التطبيقية وفي إطار الأبحاث والدراسات في ذلك المجال برغم أهميتها.

لا بل إن الإهتمام والعناية بالبيئة دخل عالم القانون – وفي ماضٍ ليس ببعيد – سواءً على الصعيد الدولي أم على الصعيد الوطني، ومن ذلك الإرادات المشرعة تسن وتشرع قواعد دولية وأخرى وطنية لأجل حماية البيئة وعناصرها من التلوث ومن المشاكل البيئية الأخرى.

والقانون الإداري هو ذلك القانون الذي يخاطب الإدارة، وأي نظام إداري لا بد له أن يتأثر بمشكلات البيئة ويساهم في حلها من خلال الصلاحيات والإختصاصات المناطة به، ولا سيما أن مشكلة التلوث البيئي والإستنزاف الجائر للموارد الطبيعية أو التعدي عليها من المستبعد مواجهته بصورة ناجعة وناجحة من غير تدخل الإدارة.

وبالتالي الحماية الإدارية للبيئة تعد من الوسائل القانونية المهمة، إن لم تكن أهمها، بما تضعه من تنظيم وأساليب وأنشطة لأجل الحفاظ على البيئة ومختلف عناصرها، الأمر الذي جسد ميلاد فرع جديد من فروع القانون الإداري، يضاف إلى فروعه التقليدية، وهو القانون الإداري البيئي.

يتمحور هذا البحث حول دراسة قواعد القانون الإداري البيئي الذي يستقي قواعده من التشريعات البيئية المتعددة، وكذلك من التشريع الخاص بحماية البيئة، بالإضافة إلى أحكام القضاء الإداري التي تستهدف حماية حق الإنسان في بيئة سليمة والحقوق المتفرعة عنه.بعد أن زادت الأخطار والتهديدات للبيئة الإنسانية، وفاقت الآثار السلبية لتلك الأخطار والتهديدات حدود المألوف، وكثر وقوع الكوارث البيئية هنا وهناك في شتى أنحاء المعمورة، فلم يبق أمر الإهتمام والعناية بالبيئة وعناصرها قاصراً على العلوم التطبيقية وفي إطار الأبحاث والدراسات في ذلك المجال برغم أهميتها.

لا بل إن الإهتمام والعناية بالبيئة دخل عالم القانون – وفي ماضٍ ليس ببعيد – سواءً على الصعيد الدولي أم على الصعيد الوطني، ومن ذلك الإرادات المشرعة تسن وتشرع قواعد دولية وأخرى وطنية لأجل حماية البيئة وعناصرها من التلوث ومن المشاكل البيئية الأخرى.

والقانون الإداري هو ذلك القانون الذي يخاطب الإدارة، وأي نظام إداري لا بد له أن يتأثر بمشكلات البيئة ويساهم في حلها من خلال الصلاحيات والإختصاصات المناطة به، ولا سيما أن مشكلة التلوث البيئي والإستنزاف الجائر للموارد الطبيعية أو التعدي عليها من المستبعد مواجهته بصورة ناجعة وناجحة من غير تدخل الإدارة.

وبالتالي الحماية الإدارية للبيئة تعد من الوسائل القانونية المهمة، إن لم تكن أهمها، بما تضعه من تنظيم وأساليب وأنشطة لأجل الحفاظ على البيئة ومختلف عناصرها، الأمر الذي جسد ميلاد فرع جديد من فروع القانون الإداري، يضاف إلى فروعه التقليدية، وهو القانون الإداري البيئي.

يتمحور هذا البحث حول دراسة قواعد القانون الإداري البيئي الذي يستقي قواعده من التشريعات البيئية المتعددة، وكذلك من التشريع الخاص بحماية البيئة، بالإضافة إلى أحكام القضاء الإداري التي تستهدف حماية حق الإنسان في بيئة سليمة والحقوق المتفرعة عنه.

2,700.00 د.ج
Quick View

القانون الإداري العام 1/2

عدد الصفحات : 368 صفحة

لقد بات التعرف إلى القانون الإداري والتفقه في أحكامه وقواعده ومبادئه المتجددة على الدوام، والتي لا تعرف الجمود ولا التحجر، بل تخضع لسنن الطبيعة المتطورة والمتغيرة، دون تدخل من المشترع، أمراً ضرورياً ولازماً ولا بد منه لكل باحث وطالب وأستاذ ومحام وقاض، ليكون ملماً بمبادئ وقواعد هذا القانون، التي تحاكي الحياة وتواكب مسيرة المجتمع ومشاكله، فلا تتخلف عنها، بل تسمح بإيجاد الحلول التي تتلاءم مع مجريات العصر ومتطلباته ودواعيه.

ويأتي كتاب الدكتور فوزت فرحان ليقدم للمكتبة الحقوقية في لبنان ولكل باحث ودارس، مرجعاً جديداً في القانون الإداري، بل سفراً علمياً، بحجمه ومضمونه، ليغطي نقصاً كبيراً في هذا الميدان، قل نظيره، في ما احتواه من موضوعات، غطت أو كادت أن تغطي معظم المواضيع التي يتناولها القانون الإداري، بحيث تكاد لا تجد موضوعاً من موضوعات القانون الإداري إلا وأشبعها دراسة وتقليباً وتمحيصاً، وكل ذلك بأسلوب علمي ومنهجي ملفت، وبلغة سلسلة، واضحة وبسيطة، لا تستعصي على الفهم أو الإدراك، لا سيما على طالب الحقوق، الذي سيكون هذا الكتاب، مرجعاً لا يستغني عنه في دراسته لمادة القانون الإداري، إن لم يكن قد وضع أساساً من أجله ولخدمته.

وبالفعل، نجد أن الكاتب قد قسم دراسته التي تناهز الثمانماية صفحة إلى ثلاثة أقسام، تناول فيها المواضيع الأساسية التي تشكل محور القانون الإداري. في القسم الأول، وبعد فصل تمهيدي يتعرض فيه المؤلف لنشأة وتطور القانون الإداري في كل من فرنسا ولبنان، ولخصائص القانون الإداري ومصادره، يتناول التنظيم الإداري، فيعرض للأسس العامة للتنظيم الإداري، بدءاً بالشخصية المعنوية، مروراً بالمركزية واللامركزية، مفهوماً وأركاناً، ثم يعرج إلى التنظيم الإداري في لبنان، فيبحث في الإدارة المركزية، تكويناً وصلاحيات، ثم في اللامركزية الإدارية، وتطبيقها في لبنان، على مستوى واحد، هو حتى الآن مستوى البلدية.

وفي القسم الثاني، يبحث المؤلف في العمل الإداري، كما جاء في العنوان والمقصود، نظرية الأعمال الإدارية theorie des actes administratifs التي تشكل حجز الزاوية في القانون الإداري، فيحلل مبدأ الشرعية، مصادر وحدوداً، فيتوقف عند نظريات ثلاث، وما زالت محل اهتمام فقهاء القانون الإداري، وعناية اجتهاد القضاء الإداري، وهي نظرية الأعمال الحكومية، ثم يتناول تحت عنوان مهام العمل الإداري، المرافق العامة، تعريفاً وإنشاء وطرق إدارة، ونظام قانونياً، ويتطرق بعدها إلى الضابطة الإدارية وتمييزها عن الضابطة العدلية، ونظامها القانوني، لينتهي إلى دراسة وسائل العمل الإداري، البشرية منها، التي تتمثل بالموظفين العموميين، والقانونية، أي القرار الإداري الفردي، ولا سيما العقد الإداري، بما يتميز به عن العقد المدني، ونشأته وتنفيذه وزواله.

وفي القسم الثالث، عنوانه مراقبة العمل الإداري، ينهي المؤلف رحلته الطويلة في رحاب القانون الإداري، فقهاً واجتهاداً، ويحط رحاله، عند القضاء الإداري، فيبحث أولاً في المهمة الشاقة، أي في معايير توزيع الاختصاص بين القضاء الإداري والقضاء العدلي، لينتقل إلى تنظيم القضاء الإداري في كل من فرنسا ولبنان، ثم إلى المرجعات القضائية، أي نوع الدعاوى، فيتوقف عند مراجعة الإبطال لتجاوز حد السلطة ومراجعة القضاء الشامل ومراجعة القضاء التفسير-ليغوص، من ثم، في وقاعد الإجراءات الإدارية القضائية، كما يسميها، أس أصول المحاكمات الإدارية ليخلص إلى النظر في مسؤولية الإدارة، أي في مسؤولية السلطة العامة والأسس والأركان التي تقوم عليها، وهي المسؤولية على أساس الخطأ والمسؤولية على أساس المخاطر والمسؤولية على أساس المساواة أمام الأعباء العامة، وما ينتج عن ذلك من تعويض للمتضرر.

ولعل أكثر ما يميز هذا الكتاب المرجع، أن مؤلفه لم يترك مرجعاً من المراجع الفقهية المعتمدة في القانون الإداري إلا وراجعة وأمعن النظر فيه، وأثبت أقوال فقهاء القانون الإداري وآراءهم، في أكثر من موضع ومكان، كما راح يقلب في اجتهادات القضاء الإداري الفرنسي واللبناني، فأبرز أهم الاجتهادات والحلول التي انطوت عليها، والمبادئ القانونية العامة التي أرستها، كما أوضح تطور هذا الاجتهاد والحلول الحديثة التي توصل إليها، حتى لا تكاد صفحة واحدة من صفحات هذا المرجع الهام، تخلو من سند فقهي أو قضائي، مما يضفي على هذه الدراسة الصفة العلمية والموضوعية، ويجعلها ترقي إلى مرتبة ومصاف الكتب القانونية.

5,700.00 د.ج
Quick View

القانون الإداري العام والمنازعات الإدارية 1/2

عدد الصفحات : 808 صفحة

بين دفتي هذا الكتاب كتابان أو كتيبان:

الأول يشتمل على مواضيع برنامج السنة الثانية حقوق والثاني برنامج السنة الرابعة حقوق في الجامعة اللبنانية. في الواقع إنه مدخل موسع لهذين المادتين.

حيث تم فيه البحث في كافة المواضع المتعلقة بهاتين المادتين، فتم التحدث عن: الميزات العامة للقانون الإداري، التنظيم الإداري اللبناني، مبدأ الشرعية الإدارية الأعمال الإدارية، المرافق العامة، المسؤولية الإدارية، العقود الإدارية الضابطة الإدارية، الرقابة على أعمال الإدارة، تنظيم القضاء الإداري في لبنان، اختصاص مجلس شورى الدولة، مراجعة الإبطال لتجاوز حد السلطة، شروط قبول المراجعة القضائية لدى مجلس شورى الدولة، طرق المراجعة بوجه الأحكام الصادرة عن مجلس شورى الدولة…

الجزءان مهمان لكلا السنتين الثانية والرابعة. فطلاب السنة الثانية، عبر إطلاعهم على الجزء الثاني وإن لم يكن مطلوباً بصورة مباشرة، يعمقون معلوماتهم في القانون الإداري ويعززون قدرتهم على استيعاب المادة. وبما يخص السنة الرابعة فإن الاستيعابهم لبرنامج السنة الثانية هو أمر مفترض ومطلوب، لا سيما في فصول مبدأ الشرعية والأعمال الإدارية والمسؤولية. 

 

6,800.00 د.ج
Quick View

القانون الإداري الكتاب الأول

عدد الصفحات : 360 صفحة

تنقسم القواعد القانونية منذ العهد الروماني إلى قسمين رئيسين: قسم القانون الخاص الذي يشمل مجموعة التشريعات التي تحكم نشاط الأفراد وتنظم العلاقة بينهم ويضم: القانون المدني، القانون التجاري، قانون أصول المحاكمات المدنية، القانون الدولي الخاص، قانون العمل والقانون التجاري. وقسم القانون العام ويشمل مجموعة التشريعات التي تنظم السلطات العامة في الدولة وتحكم نشاطها وتنظم العلاقة التي تكون الإدارة طرفاً فيها باعتبارها سلطة عامة، ويضم قسم القانون العام فرعين: الأول هو القانون العام الخارجي وهو القانون الدولي العام الذي ينظم العلاقة فيما بين الدول وأشخاص القانون الدولي الأخرى في وقتي السلم والحرب، والفرع الثاني هو القانون العام الداخلي ويشمل القانون الدستوري، القانون الإداري، القانون المالي، والقانون الجنائي، رغم أنّ بعض الدول مثل فرنسا تعتبر القانون الجنائي فرعاً من فروع القانون الخاص؛ نظراً لأنّ تطبيق هذا القانون يتم عن طريق القضاء وليس عن طريق الإدارة. إنّ مبررات وجود القانون الإداري أي وجود قواعد قانونية خاصة بالإدارة تختلف عن قواعد القانون الخاص يرجع بالدرجة الأولى إلى الدور الذي تضطلع به الإدارة العامة في الدولة والمتمثل في تأدية الخدمات العامة للجمهور وضمان استمرار هذه الخدمات الأمر الذي يتطلب إعطاء هذه السلطات بعض الامتيازات بهدف ضمان ذلك وتحقيق الصالح العام، ومثل هذه الامتيازات لا تتوافر في قواعد القانون الخاص ومنها حق إصدار القرارات الإدارية بإرادة منفردة، وحق الاستيلاء ونزع الملكية للمنفعة العامة، حق التنفيذ المباشر، حق تعديل شروط العقد بإرادة منفردة إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك والسلطة التقديرية. وقد ازدادت أهمية القانون الإداري واتسعت مجالاته نتيجة لتطور الحاجات العامة للمجتمع وتنوعها، مما تطلّب تدخل الدولة في مجالات عديدة بعد أن كان دور الدولة يقتصر على إدارة المرافق التقليدية (الأمن والدفاع والقضاء)، حتى امتد هذا النشاط ليشمل العديد من المرافق ذات الطابع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، مثل التعليم والصحة والنقل والمياه والكهرباء وغيرها. وتحتاج قواعد القانون الإداري إلى التعديل والتطوير بصورة دائمة ومستمرة حتى تساير التطورات المتلاحقة للمجتمعات المعاصرة، وهو ما يبرز أهمية القانون الإداري بين فروع القانون، وأصبح يُدرّس في كليات الحقوق من ضمن التخصصات الأخرى التي تُدرّس في هذه الكليات، وتشمل موضوعاته التنظيم الإداري للأجهزة الإدارية في الدولة بصورتيه المركزي واللامركزية، والنشاط الإداري الذي يتضمن دراسة مظاهر النشاط الإداري الذي يتمثل في الضبط الإداري والمرفق العام ووسائل النشاط الإداري المتمثل في القرارات الإدارية والعقود الإدارية وكذلك أساليبه التي تشمل عمال السلطة الإدارية والأموال العامة، كما يتضمن أيضاً دراسة الرقابة القضائية على أعمال السلطة الإدارية. وسوف نقتصر دراستنا في الكتاب الأول على ماهية القانون الإداري والتنظيم الإداري ومظاهر النشاط الإداري، أما وسائل النشاط الإداري وأساليبه فسوف نتناول دراستها في الكتاب الثاني.

1,700.00 د.ج
Quick View

القانون الإداري الكتاب الأول ماهية القانون الإداري التنظيم الإداري والنشاط الإداري

عدد الصفحات : 520 صفحة

نود أن نُقر هنا بأن وضع وتأليف مؤلف في القانون الإداري وإخراجه إلى حيز الوجود لكي يُبصر النور مهمة شاقة وغير سهلة، وذلك بسبب أن القانون الإداري حديث النشأة ويصعب تقنينه كحال فروع القانون الأخرى، وصعوبة التقنين تعود لسرعة تطور موضوعاته وتشعبها وتشابكها ولكونه يتسم بالطابع القضائي، حيث إن معظم نشأة قواعده مصدرها القضاء الإداري، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يتم تدريسه لطلبة المستوى الجامعي في مرحلة البكالوريوس، ولطلبة الدراسات العليا دراسة مُعمقة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى اهتمام رجال الإدارة العامة في القطاع العام ورجال الأعمال في القطاع والخاص على حد سواء لدراسته كونه على صلة وثيقة بعلم الإدارة العامة، كون القانون الإداري يتضمن القواعد القانونية العامة التي تحكم التنظيم القانوني للإدارة العامة، في حين أن علم الإدارة العامة يهتم بدراسة الجوانب الفنية والعملية لنشاط المنظمات الإدارية سواء أكانت منظمات عامة أم خاصة بهدف تحقيق الغايات والأهداف المرسومة لهذه المنظمات، مما يؤدي إلى تشابك مادتي القانون الإداري والإدارة العامة بحيث يصعب بل يستحيل في بعض الأحيان الفصل بينهما فصلاً تاماً، حيث إنهما متكاملان ومتقاطعان في آن، بالإضافة إلى تثقيف المواطن العادي إدارياً في ظل العولمة بحيث أصبح العالم قرية صغيرة بفضل ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الهائلة والمذهلة التي نعيشها ونتعايش معها حالياً في القرن الحادي والعشرين، حيث إن الدولة الحديثة هي في وقتنا الحاضر دولة الإدارة، مما يستوجب على الدول المتخلفة إدارياً الاستفادة القصوى من تجارب الدول الحديثة في مجال الإدارة، وفي هذا الإطار فإنه لا بد من اعتماد البساطة واليسر والسلاسة في طرح المعلومات والأفكار موضوع الكتاب، والابتعاد تماماً عن الدخول في السجالات والمناكفات والآراء الفقهية النظرية البحتة، بل العمل على طرح النظريات الإدارية والفكر الإداري الحديث مقروناً بالتطبيقات العملية، حيث إن النظرية والتطبيق وجهان لعملة واحدة في مجال الإدارة، ويتعذر بل يستحيل طرح أحدهما دون الآخر، وإلا غدت المادة العلمية المقدمة عقيمة، ولا تستحق جهد إعدادها ودراستها، وكذلك طرح القواعد العامة والأساسيات والمبادئ الإدارية وتفرعاتها بقوة لفتح المجال أمام المتلقي لطرح التساؤلات التي تقوده حتماً إلى البحث في الموضوعات ذات الصلة والتعمق في دراسة الأبعاد الفكرية والفلسفية الإدارية وحتى السياسية والدستورية والقانونية التي تجيب على تساؤلاته المتعلقة بالمادة العلمية موضوع هذا المؤلف. وهذا ما حاولنا إدراكه خلال تدريس مادتي القانون الإداري وعلم الإدارة العامة لطلبة القانون والإدارة في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا التي تشمل مرحلتي الماجستير والدكتوراه، حيث إن هذا المؤلف جاء شاملاً للمحاضرات التي تم إلقاؤها وسيتم بإذن الله سبحانه وتعالى بإلقاء المزيد منها على الطلاب، والتي تُمثل نواة هذا المؤلف، بالإضافة إلى أن تحضير المادة العلمية لهذا المؤلف تطلب القيام برحلة استكشافية تم خلالها التحليق والإبحار حول العالم للتعرف عن قرب وعن كثب على النظم الإدارية المختلفة والمتنوعة القائمة في دول عالمنا المعاصر. وإننا سعدنا كثيراً واستمتعنا وتذوقنا لذة النشوة أيضاً لدى البحث والاطلاع والتنقيب والقراءة الشيقة والممتعة خلال رحلة التعرف المضنية والشاقة على هذه النظم الإدارية التي تتطور بشكل مذهل وسريع، والتي تم نقلها بأمانة علمية تامة إلى طلابنا وقرائنا المهتمين من رجال إدارة ومواطنين عاديين الأعزاء في هذا المؤلف، مع التنويه أن المادة العلمية للقانون الإداري تُمثل أهمية خاصة لدى طلبة الدراسات العليا بحكم تدريسي هذه المادة العلمية كدراسة معمقة، وتنسحب هذه الأهمية على رجال الإدارة بكافة مستوياتهم. وبما أن المجتمع والقانون فكرتان متلازمتان فإنه لا يمكن الفصل بينهما، وأنه لا يتصور أن تنشأ قواعد القانون إلا لتُطبق على أفراد المجتمع، كما أن أي مجتمع منظم لا بد له من قواعد قانونية تنظم العلاقات والروابط التي تنشأ داخله، وتكفل لهذا المجتمع أن يعيش وأن ينمو وأن يتطور لتحقيق أهدافه ومقاصده وغاياته. ومن الثابت تاريخياً أن العيش المشترك لمجموعة من الأفراد قل عددها أو كثُر في مجتمع واحد، يُحتم بالضرورة ظهور سلطة تنظيمية، أياً كان شكلها، تتولى مهمة ووظيفة تحديد الروابط والعلاقات التي تنشأ بينهم والآثار المترتبة عليها، وترسم لكل منهم الطريق الذي يجب أن لا يتنكبها باعتباره فرداً أو جزءاً أو وحدة من كل، حتى تستقيم الحياة داخل هذا المجتمع، ويأمن الجميع شر ووبال المنازعات والاحترابات والتطاحنات والفتن، وحتى لا ينقلب الأمر إلى فوضى تضيع في صخبها كل القيم والمبادئ والأسس والمثل العليا. وهذا الأمر أدى إلى ظهور الدولة، حيث إن بدايات ظهور الدولة كانت سنة 1648 على إثر توقيع معاهدة وستفاليا، وأن غايات وجود الدولة بل خروجها إلى حيز الوجود تتمثل في تحويل المجتمع من حالة الفوضى إلى حالة النظام، أي من مجتمع فوضوي إلى مجتمع مُنظم يضمن فيه كل إنسان من أفراد المجتمع حماية إنسانيته والمحافظة عليه، وبث الطمأنينة والأمن والأمان النفسي في نفسه، لأنه تتعذر الحياة مع وجود الخوف والرعب والقلق والاستهتار بحياة وحريات وحقوق الآخرين من جنس البشر، والعمل على أن يتمتع كل فرد بكامل حريته دون أن يتم انتهاكها والاعتداء عليها في إطار من المساواة والعدل وتكافؤ الفرص والموازنة بين الحقوق والواجبات بين أفراد هذا المجتمع، بالإضافة إلى قيام الدولة بإشباع الحاجات العامة للأفراد من خلال تقديم الخدمات العامة لهم بواسطة المرافق العامة، وحماية النظام العام بعناصره المتعددة: الأمن العام والصحة العامة والسكينة العامة، وذلك من خلال الضبط الإداري. وإن وسيلة تنظيم المجتمع هي القانون، إذ لا يقوم نظام دون قانون، وحيث لا يكون نظام تكون الفوضى، فالعلاقات المنظمة بين الأفراد ضرورة أولية من ضرورات الحياة الاجتماعية، وبما أن وجود القانون يتطلب وجود سلطات عامة لتشريعه وتنفيذه والرقابة على تنفيذه، فإنه في ظل قيام الدولة نشأت سلطات ثلاث هي: السلطة التشريعية، السلطة التنفيذية، السلطة القضائية، حيث تُعنى السلطة الأولى بوضع التشريع، أي وضع وصياغة القانون، وتُعنى السلطة الثانية بتنفيذ أحكام القانون، في حين أن السلطة الأخيرة تُعنى بالرقابة على إصدار وسن القانون وتنفيذه، وفض المنازعات الناشئة عن تطبيق القانون، سواء أكانت بين الأفراد فيما بينهم، أم بين الدولة والأفراد. ويتجه الفكر السياسي والدستوري والإداري الحديث بعد تطور الدولة، بعد أن أصبحت دولة حديثة ومعاصرة في الألفية الثالثة ومع بدايات القرن الحادي والعشرين الحافل بالتطورات المذهلة في ظل العولمة بحيث أصبح عالمنا المعاصر قرية صغيرة على إثر تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتطور الإداري، بحيث أصبحت الدولة الحديثة في دول عالمنا المعاصر هي دولة الإدارة، إلى نبذ أسلوب تركيز السلطة باعتبار أن هذا التركيز هو المسؤول المباشر عن الاستبداد والعسف بحقوق الأفراد وحرياتهم، إذ إن السلطة تجنح إلى أن تكون مطلقة، بحكم طبيعة النفس البشرية التي تحب بل تعشق شهوة السلطة بالإضافة إلى شهوة الثروة، فإذا كانت السلطة أساساً مفسدة، فإن السلطة المطلقة هي مفسدة مطلقة، حيث إن السلطة تتحول تدريجياً أو حتى فوراً من سلطة تحكم إلى تسلط يتحكم، وبالتالي فإنه لا سبيل ولا وسيلة ناجعة إلى منع وقوع الاستبداد بأشكاله وألوانه وصنوفه المختلفة والمتعددة، وصيانة حقوق الأفراد وحماية حرياتهم إلا بتوزيع السلطة بين سلطات أو هيئات متعددة يتحقق فيما بينها التعادل والتوازن والانضباط والرقابة المتبادلة فيما بينها، مما يتعين معه تنظيم العلاقة بين هذه السلطات التي ذكرناها آنفاً وهي التشريعية والتنفيذية والقضائية، بحيث تستطيع وتتمكن كل سلطة منها أن تلزم غيرها من السلطات حدودها وأن تقف عند حدها، وتحول دون إساءة استخدام السلطة، بل وتقاومها عند اللزوم بوسائل سلمية دستورية، محافظةً على الحقوق والحريات العامة ضد الفساد والطغيان والظلم والاستبداد، وذلك في إطار فكرة أن ” السلطة تحد السلطة أو توقفها”، مما يؤدي إلى إجبار كل منها على التصرف وفقاً لأحكام القانون فقط، وليس وفقاً للنزعات والأهواء الشخصية، وقد تكفل بذلك مبدأ الفصل بالسلطات الذي نادى به المفكر السياسي والفقيه مونتسيكو، حيث إن تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات يؤدي إلى التخلص نهائياً من النظام الذي كان سائداً عند بدايات ظهور وقيام الدولة، والمتمثل بنظام ” تركيز السلطة واندماجها”، حيث تتركز كافة السلطات وتندمج في يد شخص واحد أو في يد مجموعة من الأشخاص. وبذلك، فإن مبدأ الفصل بين السلطات الذي أصبح عماد الدولة الحديثة، أرسى قواعد القضاء على تركيز وظائف الدولة وتجميعها في يد سلطة أو هيئة واحدة، وعمل على توزيعها على سلطات متعددة، بحيث لا يمنع هذا التوزيع أو الفصل من تعاون ورقابة كل سلطة تجاه الأخرى، مع ضمان عدم تدخل أو اعتداء أي منها على وظائف واختصاصات الأخرى. وبموجب أحكام مبدأ الفصل بين السلطات في الدولة، فإنه تم إناطة وظيفة واختصاص التنفيذ بالسلطة التنفيذية، ولكن تنفيذ القانون يتطلب من السلطة التنفيذية ممارسة نشاط ما لتتمكن من تنفيذ القانون الذي يهدف إلى تحقيق المصلحة العامة، مما يُوجب قيام الإدارة العامة التي تقوم بممارسة نشاطها الإداري لغايات إشباع الحاجات العامة للأفراد، مما أدى إلى ظهور علم القانون الإداري في بدايات القرن الثامن عشر وظهور علم الإدارة العامة أيضاً اللذين يرتبطان بصلات وثيقة يصعب بل يستحيل الفصل بينهما، وكان الفضل في ظهور هذين العلمين إلى فرنسا، وكان ذلك بعد قيام الثورة الفرنسية التي قامت على أهداف ومبادئ أهمها التخلص من ظلم واستبداد وطغيان الحكام، ومن خلال تطبيق مبادئ المساواة والعدالة بين الأفراد، والعمل على إشباع حاجاتهم العامة وحماية وصيانة حقوقهم وحرياتهم العامة. ولكن الفضل إلى رسوخ نشأة علم القانون الإداري يعود إلى مجلس الدولة الفرنسي الذي تم إنشاؤه في عهد الإمبراطور نابليون بونابرت سنة 1797، حيث أرسى قواعد هذا العلم من خلال المبادئ القضائية التي قررها هذا المجلس، ونشأة مجلس الدولة الفرنسي سبقه قيام نظام الإدارة القاضية أو الوزير القاضي، وإن كان الهدف من إنشاء مجلس الدولة إعداد مشروعات القوانين ولوائح الإدارة العام، وتقديم الاستشارات القانونية والفتاوى القانونية للإدارة العامة، وهو يتبع السلطة التنفيذية ولا يتبع السلطة القضائية، فإن هذا المجلس استطاع أن يمنح نفسه اختصاصاً قضائياً في الفصل في المنازعات الإدارية التي تنشأ بين الدولة والأفراد، بالإضافة إلى اختصاصه الأساسي المتمثل في كونه يُعتبر مستشاراً قانونياً للإدارة العامة، وبدأ يمارس الاختصاص القضائي المقيد، ثم أصبح يُمارس اختصاصاً قضائياً مطلقاً، بعد أن أرسى المبادئ العامة للقانون الإداري. وأن مصر تُعتبر الدولة العربية الأولى التي حاكت مجلس الدولة الفرنسي، حيث تم إنشاء مجلس الدولة المصري سنة 1946، وتبعتها دول عربية عديدة منها الأردن التي نص دستورها الحالي لسنة 1952 في المادة 100 منه على إنشاء محكمة العدل العليا، حيث كانت محكمة التمييز تتولى الفصل في المنازعات الإدارية بموجب قانون تشكيل المحاكم النظامية رقم 26 لسنة 1952، حتى صدور قانون محكمة العدل العليا المؤقت رقم 11 لسنة 1989، ثم صدر قانون محكمة العدل العليا الحالي والنافذ رقم 12 لسنة 1992. ولما كانت العلاقات التي تحكمها قواعد القانون ليست ذات طبيعة واحدة، فقد تعددت أقسام القانون وفروعه على أساس اختلاف طبيعة العلاقات التي يحكمها كل فرع من هذه الفروع، والتقسيم الرئيس لقواعد القانون وفروعها هو تقسيمها إلى قسمين أو فرعين: القانون الخاص، والقانون العام، ويرجع تاريخ هذا التقسيم وفقاً لتطور النظم القانونية إلى القانون الروماني، حيث أشار الفقه إلى أن القانون الخاص هو ذلك الذي تسود فيه المصلحة الخاصة، وإن القانون العام هو ذلك الذي تسود فيه المصلحة العامة، ولأسباب تاريخية انهارت هذه التفرقة بعض الوقت إلى أن عادت إلى الظهور وبقوة على أثر قيام الثورة الفرنسية سنة 1789 وترسيخ مبدأ سيادة القانون، علاوةً على سيادة المذهب الفردي والحرص على حماية الحقوق والحريات الشخصية، مما أدى إلى بروز الاختلاف الواضح بين المبادئ الأساسية للقانون المدني عن تلك التي سادت القانون الإداري. والقانون العام يُنظم العلاقات والروابط القانونية بين الدولة أو إحدى سلطاتها الثلاث وبين الأفراد، ومن هذه القوانين: القانون الدستوري الذي ينظم سلطات الدولة ويُحدد اختصاصاتها ويُحدد أيضاً العلاقة فيما بينها، والقانون المالي الذي يحكم نشاط الدولة المالي وسبل إنفاقها، والقانون الجنائي الذي يقرر المبادئ العامة للجرائم ويقرر عقوبات لها، والقانون الإداري الذي يحكم علاقة الدولة بالأفراد لدى ممارسة الإدارة لنشاطها الإداري بهدف إشباع الحاجات العامة للأفراد، حيث إن الإدارة العامة تتمتع بمركز قانوني أقوى من المركز القانوني للأفراد وتتمتع بامتيازات عديدة بهدف تحقيق المصلحة العامة، في حين أن القانون الخاص يُنظم العلاقة بين الأفراد، حيث يتمتع الأفراد بمراكز قانونية متساوية لدى تنظيم مصالحهم الخاصة، ومن فروع القانون الخاص نذكر: القانون المدني، القانون التجاري، قانون العمل، وتقسيم القانون إلى فرعين: عام وخاص، يقوم على اعتبارات عملية، ولا يقوم على اعتبارات نظرية فحسب، بسبب طبيعة ونوع العلاقات والروابط القانونية التي ينظمهما كل منهما، حيث إن القانون العام والقانون الخاص متمايزان ومتغايران دون أن يكونا متعارضين، فالمراكز والروابط القانونية التي يحكمانها متباينة. والقانون الإداري باعتباره من أهم فروع القانون العام يتعلق على وجه الخصوص كما هو واضح من تسميته بالإدارة العامة أو السلطة التنفيذية بوصفها إحدى السلطات العامة الثلاث في الدولة وهو على علاقة وثيقة بعلم الإدارة العامة والقانون الدستوري، حيث إن القانون الإداري يتضمن القواعد القانونية التي تتعلق بالإدارة العامة، ومن هنا تم وصف القانون الإداري بأنه قانون الإدارة العامة أو قانون السلطة العامة، في حين أن علم الإدارة العامة يتضمن القواعد التنظيمية والفنية والعملية لنشاط الإدارة العامة التي تُمكن الإدارة العامة من تحقيق أهدافها، في حين أن القانون الدستوري، وكما ذكرنا آنفاً يُنظم السلطات العامة في الدولة ويُحدد العلاقة فيما بينها. ومع تطور الدولة الحديثة ازدادت أهمية القانون الإداري، بعد أن تحولت الدولة من دولة حارسة تُحقق لأفرادها الأمن والعدالة إلى دولة متدخلة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بحيث تسعى الدولة إلى تحقيق الرفاهية والرخاء والسعادة لمواطنيها، حيث قطعت بعض الدول الديمقراطية في عالمنا المعاصر شوطاً طويلاً في هذا المضمار بحيث أصبح يُطلق على أمثال هذه الدول اصطلاح ” دولة العناية الإلهية”، حيث إنتقلت من دول خدمات إلى دول رفاهية بحيث تقدم الأموال لمواطنيها للسياحة والاستجمام والترفيه. وفي إطار دراسة مادة القانون الإداري والبحث فيها، وإن كان الفقه الإداري التقليدي يتناول موضوعات القانون الإداري المتمثلة في: ماهية القانون الإداري، التنظيم الإداري، النشاط الإداري، عناصر السلطة الإدارية المتمثلة في العنصر البشري “الوظيفة العامة” والعنصر المادي ” الأموال العامة”، وسائل السلطة الإدارية المتمثلة في القرارات الإدارية والعقود الإدارية، في اختيار بعض موضوعات منها ودراستها بشكل عشوائي دون القيام بالتسلسل والتدرج والترتيب والربط العلمي والمنطقي فيما بينها، فإن الفقه الإداري الحديث قام بمراعاة التسلسل والتدرج والترتيب والربط العلمي والمنطقي لموضوعات القانون الإداري، حيث قام هذا الفقه بدراسة هذه الموضوعات من خلال كتابين، خصص الأول منهما لدراسة ماهية القانون الإداري، التنظيم الإداري، النشاط الإداري، وخصص الثاني لدراسة عناصر السلطة الإدارية المتمثلة في العنصر البشري ” الوظيفة العامة” والعنصر المادي ” الأموال العامة”، وسائل السلطة الإدارية المتمثلة في القرارات الإدارية والعقود الإدارية، فإننا في دراستنا لمادة القانون الإداري، سوف ننهج ذات نهج الفقه الإداري الحديث في هذا الخصوص، حيث إننا سنبحث في هذا المؤلف مادة القانون الإداري من خلال البحث بالموضوعات أعلاه

2,900.00 د.ج
Quick View